إنذار داعش لسكان إيسيلال بالمغادرة : نزوح جماعي تحت تهديد الإرهاب
في 19 أكتوبر 2024، وجه مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل (داعش) إنذارًا للسكان في منطقة إيسيلال جنوب ميناكا بمغادرة المنطقة خلال 72 ساعة. هذا التحذير أثار موجة من الرعب، وأجبر السكان على الفرار نحو ميناكا بحثًا عن ملاذ آمن. يُذكر أن هؤلاء السكان كانوا قد نزحوا من هذه المناطق في عام 2022 قبل أن تعيدهم السلطات المالية بزعم استتباب الأمن في ضواحي المدينة.
السكان تحت الضغط
منذ صدور الإنذار، تتكرر مشاهد النزوح. عائلات بأكملها، في حالة من الذعر والإرهاق، تسعى للوصول إلى ميناكا سيرًا على الأقدام، وتحمل معها الحد الأدنى من الممتلكات. هذه الأزمة الإنسانية المتجددة، التي تأتي إضافة إلى معاناة مستمرة منذ عام 2022، تعكس تصاعد العنف في المنطقة.
تنظيم داعش-فرع الساحل، المتورط في العديد من المجازر والهجمات، يواصل حملته الإرهابية ضد المدنيين، مما يضطرهم إلى التخلي عن أراضيهم ومنازلهم. التقارير تشير إلى حالات نهب وتدمير في القرى التي تم إخلاؤها، مما يضاعف من حالة الخوف ويدفع السكان للفرار قبل انتهاء المهلة المحددة.
ميناكا: ملاذ هش
تواجه مدينة ميناكا، التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن، ضغوطًا كبيرة في استقبال النازحين. المنظمات الإنسانية غير متواجدة على الأرض وتكافح لتقديم المساعدة الكافية بسبب شح الموارد والتحديات الأمنية، وسط ضغوط من السلطات العسكرية في باماكو. المدينة، التي كانت تُعتبر سابقًا مستقرة نسبيًا، أصبحت الآن في قلب أزمة معقدة تفاقمت مع توسع نفوذ الجماعات المسلحة الإرهابية، وعلى رأسها داعش التي تسيطر على معظم دوائر الولاية وتحيط بالمدينة من كل الجهات.
صمت السلطات
على الرغم من خطورة التهديدات، تبدو السلطات المالية غير جادة في اتخاذ تدابير فعالة. القوات المسلحة، المنهمكة في الصراع مع الحركات الأزاوادية، تبدو غير معنية بتأمين منطقة ميناكا بشكل حقيقي، مما يسمح للجماعات الإرهابية بتنفيذ عملياتها دون رادع.
السكان المحليون، الذين تُركوا لمصيرهم، يلجؤون إلى المنظمات غير الحكومية والدولية للحصول على مساعدة طارئة. لكن غياب حلول دائمة لمواجهة تمدد داعش-الساحل يكشف عن ضعف استجابة السلطات الأمنية، ويزيد من تفاقم أوضاع النزوح.
التوقعات
يعتبر إنذار داعش هذا أحدث فصل في تصاعد حالة انعدام الأمن في منطقة الساحل، حيث يستمر المدنيون في دفع ثمن النزاعات المسلحة. موجات النزوح الأخيرة هي مجرد مؤشر آخر على المأساة المستمرة في المنطقة.
من الضروري أن يبذل المجتمع الدولي جهودًا أكبر لمواجهة هذه الأزمة، وإلا فإن المزيد من الكوارث الإنسانية قد تكون في الأفق.