عدد المشاهدات: 336

ضربات موجعة لقوات فاغنر والجيش المالي: هجمات متصاعدة وانتهاكات موثقة

في تصعيد لافت للأعمال القتالية في شمال مالي، شهد يوم الثلاثاء 5 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 8 أكتوبر 2024 م هجومًا كبيرًا نفذه مقاتلون يصفون أنفسهم بالمجاهدين ضد قافلة عسكرية تضم مرتزقة فاغنر والجيش المالي. وقع الهجوم بينما كانت القافلة عائدة إلى مدينة كيدال بعد مهمة غير ناجحة، حيث استهدفتها عبوات ناسفة في عدة مواقع على الطريق الصحراوي.

img-20241010-wa01775623772073145589583-1024x627 ضربات موجعة لقوات فاغنر والجيش المالي: هجمات متصاعدة وانتهاكات موثقة
ضربات موجعة لقوات فاغنر والجيش المالي: هجمات متصاعدة وانتهاكات موثقة

تفاصيل الهجوم: عبوات ناسفة وكمين محكم

بحسب البيان الصادر عن الجهة المنفذة للهجوم، تم استهداف القافلة العسكرية مرتين بواسطة عبوات ناسفة محكمة الزرع. الهجوم الأول وقع في وادي “اغشر سديدن”، على بعد 50 كم شرق مدينة كيدال، حوالي الساعة 15:20 مساءً، حيث دُمرت إحدى الآليات العسكرية بشكل كامل. أما الهجوم الثاني، فقد تم تفجير عبوة ناسفة أخرى على الساعة 20:30 ليلاً في وادي “إسيجن” الذي يقع على بعد 14 كم شرق المدينة، مستهدفًا آلية أخرى من القافلة العسكرية.

وقد أكد البيان أن الهجومين أسفرا عن تدمير الآليتين المستهدفتين بالكامل، وهلاك جميع ركابها. ورغم ذلك، لم تتوفر بعد معلومات مستقلة عن عدد الضحايا أو حجم الخسائر المادية والبشرية، إلا أن البيان أشار إلى تعطيل حركة القافلة وإجبارها على تأخير وصولها إلى معسكرها.

التصريحات الرسمية وحقيقة الخسائر

وفقًا للبيان، كانت القافلة في طريقها إلى كيدال بعد مهمة فاشلة لاستعادة جثث قتلى مرتزقة فاغنر الذين سقطوا في اشتباكات سابقة في منطقة “تنتغاغيت”. وتنافى البيان مع ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية المالية، التي زعمت نجاح المهمة العسكرية.

إلى جانب ذلك، نفى البيان المزاعم المالية الأخيرة حول إحباط كمين عسكري في منطقة تمبكتو، واصفًا تلك التقارير بأنها “أكاذيب” تهدف إلى تحويل الأنظار عن الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش المالي وحلفاؤه من مرتزقة فاغنر في الأيام السابقة، خصوصًا في هجمات 6 أكتوبر في مدن “بير”، “تمبكتو”، و”غاو”.

توثيق الانتهاكات: مجازر بحق المدنيين والغارات الجوية

وفي السياق ذاته، أدان البيان انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات المالية بالتعاون مع حلفائها الروس، مشيرًا إلى ارتكاب مجزرة بحق مجموعة من المدنيين السود قرب قرية “سدي” شرقي مدينة تمبكتو. وأوضح البيان أن القوات المالية قامت بإعدام المدنيين بطرق وحشية ثم حرق جثثهم، ما يُعد جريمة حرب تستدعي محاسبة دولية.

كما تطرق البيان إلى غارة جوية نفذها الجيش المالي باستخدام طائرات تركية مسيّرة ضد مركبة مدنية في منطقة “إنقوزما” شمال شرق مدينة “بير”، ما أدى إلى مقتل أحد الركاب وإصابة آخرين بجروح. واعتبر البيان هذه العمليات جزءًا من محاولات يائسة من قبل الحكومة المالية لاستعادة السيطرة بعد الخسائر التي تعرضت لها قواتها في الأسابيع الماضية.

تتزايد وتيرة العمليات العسكرية والهجمات في شمال مالي، وسط تصاعد التوترات بين القوات المالية ومجموعة فاغنر من جهة، والجماعات المسلحة المعارضة من جهة أخرى. وبينما تستمر وسائل الإعلام المالية في تصوير الوضع على أنه انتصارات عسكرية، فإن الهجمات المتكررة على القوافل العسكرية تشير إلى أن الاستقرار في المنطقة لا يزال بعيد المنال. وفي ظل هذا السياق المضطرب، تزداد مخاوف المجتمع الدولي من تأثير هذه الصراعات على المدنيين واستمرار الانتهاكات التي تُرتكب بحقهم.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

قد يعجبك

error: Content is protected !!