بوركينا فاسو: النصرة تعلن السيطرة على عدة نقاط عسكرية في جيبو والطائرات البوركينية تحوم حول تينظواتين.
في تطور يثير العديد من التساؤلات حول أولويات الحكومة البوركينية، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، عن سيطرتها الكاملة على عدة نقاط عسكرية تابعة للجيش البوركيني في مدينة جيبو بمحافظة سوم صباح اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024. هذه السيطرة تأتي في إطار سلسلة من العمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة ضد جيوش منطقة الساحل، بما في ذلك مالي والنيجر وبوركينا فاسو، والتي امتدت مؤخرًا إلى دولة بنين عبر الأراضي البوركينية.
الجماعة، التي اعتادت شن هجماتها بشكل شبه يومي، باتت تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي في منطقة الساحل. ومع ذلك، يبدو أن المجلس العسكري في واغادوغو يضع أولوياته في مكان آخر، حيث يتابع عن كثب المعارك التي تدور في مدينة تينظواتين بشمال مالي، بين الجيش المالي، المدعوم من مرتزقة فاغنر، والحركات المسلحة الأزوادية.
وقد أثار هذا التحول في اهتمامات الحكومة البوركينية الكثير من الانتقادات، خاصة مع تقارير تشير إلى إرسال المجلس العسكري طائرات بدون طيار لدعم الجيش المالي في حربه ضد الحركات الأزوادية، بدلاً من تعزيز الدفاعات الداخلية وحماية أراضي بوركينا فاسو من التهديدات الإرهابية المتصاعدة.
تزايد الهجمات الإرهابية
الهجمات التي تشنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ضد الجيش البوركيني تأتي في وقت حرج تمر به البلاد. فقد تصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، مما يعرض حياة المدنيين والعسكريين على حد سواء للخطر. مدينة جيبو، التي تعد إحدى النقاط الاستراتيجية في محافظة سوم، باتت الآن تحت سيطرة الجماعة الإرهابية، مما يضع الحكومة في واغادوغو في موقف دفاعي محرج.
أولويات غير متوافقة
بدلاً من توجيه الجهود نحو استعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها لصالح الجماعات الإرهابية، يبدو أن الحكومة البوركينية تولي اهتمامًا أكبر للصراع الدائر في مالي. فإرسال الطائرات بدون طيار لدعم الجيش المالي، في وقت تتعرض فيه بوركينا فاسو لهجمات متزايدة، يضع علامة استفهام كبيرة حول إستراتيجية المجلس العسكري البوركيني.
انعكاسات إقليمية
إلى جانب هذا، فإن انخراط بوركينا فاسو في الصراع المالي يعزز من الانقسامات الإقليمية ويثير تساؤلات حول تأثير هذه السياسات على العلاقات مع دول الساحل الأخرى. إن تركيز الحكومة البوركينية على المعارك في مالي يأتي في وقت يزداد فيه الضغط الداخلي لحماية البلاد من التهديدات الإرهابية المستمرة.
الخاتمة
في ظل هذه التحديات المتزايدة، تبقى الأسئلة قائمة حول قدرة الحكومة البوركينية على إدارة أولوياتها بشكل فعال. فهل يمكن للمجلس العسكري أن يعيد توجيه جهوده نحو حماية الأراضي البوركينية؟ أم أن استمراره في دعم الجيش المالي في صراعه مع الأزواد سيؤدي إلى مزيد من الخسائر على الجبهتين الداخلية والإقليمية؟