التخلي عن منظومة “بانتسير” للدفاع الجوي قرب تين أساكو : بداية الفشل في معركة تينزاواتين.
شهد صباح اليوم، 1 أكتوبر، حادثة استثنائية قرب بلدة تن أساكو في منطقة كيدال، مسجلة فصلًا جديدًا في حرب الاستنزاف الدائرة بين القوات المالية، حلفائها الروس، والجماعات المسلحة في منطقة أزواد. حيث اضطر قافلة مكونة من مرتزقة فاغنر، جنود القوات المسلحة المالية (FAMa)، وميليشيات محلية مدعومة بفريق من “الفيلق الإفريقي”، إلى التخلي عن هيكل منظومة دفاع جوي بانتسير الثقيلة، وهي محملة بمعدات ذات أهمية استراتيجية.
في ظل الوضع الطارئ، لم يجد الميكانيكيون المرافقون للقافلة سوى دقائق لتخريب المعدات وإشعال النار في المركبة قبل أن ينسحبوا بشكل عاجل. ووفقًا لشهود عيان، لم يكن المحتوى الموجود في البانتسير عسكريًا بحتًا، إذ يُعتقد أن الحمولة تضمنت معدات تستخدم في استغلال مناجم الذهب، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها هذه الموارد لأطراف عدة متورطة في هذا الصراع. هذا التخلي يفتح الباب للتساؤل حول الفجوات اللوجستية أو الأخطاء في التخطيط، ويطرح تساؤلات حول كيفية إدارة المعدات العسكرية من قبل القوات المالية والروسية في منطقة يعمها عدم الاستقرار.
خطوة رمزية لردع قوات أزواد
إلى جانب الخسارة المادية، قد يحمل هذا الحادث دلالة استراتيجية. فالبانتسير منظومة دفاع جوي قصيرة إلى متوسطة المدى، مخصصة لإسقاط الأهداف الجوية. وبالتالي، فإن تخريب هذه المركبة قد يكون محاولة لردع قوات الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن حقوق شعب أزواد (CSP-DPA) عن تنفيذ هجمات جوية في المنطقة من خلالها. وهذا يعكس تعقيدًا متزايدًا في الصراع، حيث يحاول كل طرف تعزيز مواقعه في ظل التطورات العسكرية الجديدة.
هل تخفي المبالغة في الأسعار قضايا أخرى؟
يثير هذا النوع من الحوادث أيضًا تساؤلات حول كيفية اقتناء الأسلحة من قبل المجلس العسكري المالي. فمنذ وصول مرتزقة فاغنر، هناك شبهات بوجود مبالغة كبيرة في أسعار الأسلحة المشتراة من روسيا. وقد يكون التخلي عن هذه المنظومة الثمينة دليلًا على خلل داخلي في صفوف القوات، حيث يبدو أن الأولويات أحيانًا تحددها المصالح المالية أكثر من الاحتياجات الدفاعية.
البانتسير، التي تعني “الدرع” باللغة الروسية، وتحمل رمز SA-22 Greyhound لدى حلف الناتو، هي منظومة دفاع جوي من إنتاج المجمع الصناعي العسكري الروسي. هذا النظام المتقدم، المصمم لحماية القوات البرية من التهديدات الجوية، يفترض أن يعزز القدرات العسكرية على الأرض. ومع ذلك، فإن التخلي عنها وتدميرها بشكل متعمد يشير إلى حدود القدرات العملياتية للقوات المالية وحلفائها، الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة من الجماعات المسلحة في المنطقة.
خاتمة
إن هذا الحادث قرب تين أساكو، رغم تقليله من قِبل السلطات المالية والروسية، يعد مؤشرًا على التوترات العديدة التي لا تزال تهز إقليم أزواد. إلى جانب الخسارة المادية، فإنه يعد إشارة إلى أن إدارة الحرب من قبل المجلس العسكري وحلفائه بعيدة عن الفعالية. وقد يكون لهذا الحادث تأثير حاسم في مسار النزاع، حيث يبدو أن الجماعات المسلحة في أزواد تعزز نفوذها على الأرض، بينما تواجه القوات المالية وشركاؤها الروس تحديات لوجستية واستراتيجية متزايدة التعقيد.