التمرد العسكري في النيجر: القوات المسلحة الحرة تتوعد ببناء جيش جمهوري لإعادة النظام الدستوري
منذ استيلاء الجنرال عبد الرحمن تيني على السلطة في 26 يوليو 2023، لا تزال الأوضاع السياسية في النيجر تعاني من اضطراب كبير. في مواجهة هذا الانقلاب، أصدرت القوات المسلحة الحرة (FAL)، بقيادة رئيس أركانها الفريق موسى إيغورو، سلسلة من المطالب لاستعادة النظام الدستوري وإعادة الاستقرار الجمهوري في البلاد.
- الإفراج عن الشخصيات السياسية المحتجزة
تطالب القوات المسلحة الحرة بالإفراج الفوري عن جميع الشخصيات السياسية، وعلى رأسهم الرئيس محمد بازوم وزوجته، الذين تم احتجازهم منذ صعود تيني إلى السلطة. هذا الطلب يعكس موقفهم الواضح ضد الاحتجاز التعسفي والتزامهم بالعدالة.
- إعادة النظام الدستوري
من أهم النقاط التي أثارها قادة القوات المسلحة الحرة هو إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه. وأكدوا أن بازوم هو الممثل الشرعي الوحيد للجمهورية، المنتخب وفقًا للدستور الذي كان ساريًا قبل تدخل المجلس العسكري. وتشدد القوات المسلحة الحرة على أنه لا يمكن تحقيق أي مصالحة وطنية بدون إعادة النظام الدستوري.
- إعادة جميع مؤسسات الجمهورية
إلى جانب إعادة الرئاسة، تصر القوات المسلحة الحرة على إعادة تفعيل جميع مؤسسات الجمهورية وفق المبادئ الدستورية. إنهم يدينون تعليق المؤسسات القانونية من قبل المجلس العسكري، مؤكدين أن عدم الاستقرار السياسي الحالي يشكل عقبة كبيرة أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية في النيجر.
- محاكمة المسؤولين عن الانقلاب
تطالب القوات المسلحة الحرة باعتقال ومحاكمة الضباط المسؤولين عن الاستيلاء غير القانوني على السلطة. وتؤكد القوات أن المجلس العسكري يجب أن يحاسب على أفعاله أمام محكمة عسكرية، من أجل إعادة تأكيد سلطة الدولة وردع أي محاولات مستقبلية للانقلابات.
- الوحدة الوطنية للدفاع عن الجمهورية
دعا قادة القوات المسلحة الحرة الشعب النيجيري إلى التوحد للدفاع عن مصالحه. وأشاروا إلى أن العسكريين الذين استولوا على السلطة قد حولوا مهمتهم الأساسية من حماية الجمهورية إلى التدخل في الشؤون السياسية. ويعتبرون أن الجيش الذي يعرقل العملية الديمقراطية يشكل خطرًا على استقرار البلاد وسلامتها.
- جيش جمهوري حقيقي
تعيد القوات المسلحة الحرة تأكيد التزامها بمواصلة نضالها حتى يتم تشكيل جيش جمهوري مكرس لخدمة مصالح البلاد. كما يدينون تدريب ضباط مجرمين من قبل الجيش النيجيري الحالي، مؤكدين أن هذه الممارسات تعرض مستقبل الديمقراطية في النيجر للخطر. لذلك يرون أن الإصلاح العسكري أمر ضروري لضمان الاستقرار على المدى الطويل.
- استعادة التعاونات الدولية
من أجل ضمان ازدهار النيجر، تطالب القوات المسلحة الحرة أيضًا باستئناف التعاونات الدولية مع منظمات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. تعتبر هذه الشراكات ضرورية لدعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات التنمية العاجلة.
عودة الجمهورية أو الفوضى
من خلال هذه المطالب، يوجه الفريق موسى إيغورو والقوات المسلحة الحرة رسالة قوية: عودة الرئيس بازوم إلى منصبه شرط غير قابل للتفاوض لاستعادة النظام الجمهوري. بالنسبة لهم، فإن مستقبل النيجر يعتمد على الدفاع عن القيم الجمهورية، والاستقرار الدستوري، وحماية مصالح الشعب. إن استعادة المؤسسات الديمقراطية وإصلاح الجيش يُعدان السبيل الوحيد لتجنب فوضى سياسية طويلة الأمد وإعداد البلاد لمستقبل مليء بالتقدم.
