صوت الحق
أخبار أزواد

إستمرار جرائم مالي في أزواد: مقتل عدد من المدنيين خلال غارة جوية على سوق فيفو .


تومبكتو 27 سبتمبر 2024 صوت الحق: شهدت ولاية تومبكتو في منطقة أزواد تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الضربات الجوية التي ينفذها المجلس العسكري المالي، حيث نفذت طائرات بدون طيار تابعة للجيش المالي غارة جوية على السوق الأسبوعي في منطقة فيفو، دائرة تغاروست. هذه الغارة أدت إلى مقتل العديد من المدنيين العزل، من بينهم طفل، فضلًا عن إصابة آخرين وتدمير معداتهم وممتلكاتهم.

استهداف متكرر للمدنيين
الغارة الجوية في منطقة فيفو ليست حادثًا معزولًا، بل تأتي في إطار سلسلة من الهجمات الجوية التي بدأها الجيش المالي منذ يوليو 2023. فقد تسببت هذه الغارات في مقتل ما يقارب 300 مدني أعزل، فيما تشير التقارير إلى أن 99% من الأهداف التي استهدفتها الطائرات المالية منذ بدء الحرب كانت أهدافًا مدنية، مما يثير تساؤلات جدية حول الاستراتيجية التي يتبعها الجيش المالي في تعامله مع الصراع في شمال البلاد.

تداعيات كارثية على السكان
هذه الهجمات ليست سوى جزء من مخطط أوسع يهدف إلى تدمير التركيبة السكانية في أزواد، فإلى جانب الغارات الجوية المتكررة، تعاني المنطقة من عمليات أخرى لا تقل وحشية، منها التهجير القسري للسكان، وتسميم الآبار، وعمليات قتل خارج نطاق القانون، وصولًا إلى ممارسة أكل لحوم البشر، في مشاهد تعيد إلى الأذهان أسوأ الجرائم ضد الإنسانية.

سياسة الأرض المحروقة
من الواضح أن المجلس العسكري المالي يعتمد سياسة “الأرض المحروقة” في تعامله مع سكان أزواد، متجاهلًا بذلك جميع القوانين الدولية التي تنص على حماية المدنيين في النزاعات المسلحة. فالتركيز على استهداف الأسواق، المزارع، والآبار، يهدف إلى إضعاف البنية التحتية للحياة اليومية للسكان المحليين، وإرغامهم على النزوح القسري من قراهم ومدنهم.

أبعاد الصراع
الصراع في أزواد ليس مجرد مواجهة بين الجيش المالي والمجموعات المسلحة، بل يعكس حالة من الاستهداف المنهجي للشعب الأزوادي. فبدلًا من السعي لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع، يتبنى المجلس العسكري لغة العنف، محاولًا فرض سيطرته عبر ترويع المدنيين وتدمير مصادر رزقهم. هذه الإجراءات لا تعزز فقط الانقسامات العرقية والجغرافية في مالي، بل تزيد من تعقيد الصراع وتوسع رقعة العنف، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

ختامًا
مع استمرار هذه الجرائم بحق سكان أزواد، يتصاعد الضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتحرك والضغط على السلطات المالية لوقف هذه الاعتداءات ووضع حد للمأساة الإنسانية المتفاقمة. لا يمكن أن يستمر العالم في تجاهل ما يحدث في أزواد، حيث يدفع المدنيون الأبرياء ثمنًا باهظًا لحرب لم يختاروها.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!