التجمع التاريخي الأول للجالية الطوارقية في الأمريكتين: نداء لإنقاذ أزواد ومواجهة أزمة الساحل
شهد العالم للمرة الأولى حدثًا تاريخيًا هامًا تمثل في تجمع الجالية الطوارقية في الأمريكتين ومنظمة الجالية الطوارقية في أوروبا (ODTE) هذا اللقاء الأول من نوعه الذي جمع الطوارق من مختلف أنحاء العالم ناقش القضايا الملحة المتعلقة بالتدهور الأمني والإنساني المتفاقم في منطقة الساحل، وخاصةً في أزواد .
الوضع الأمني المتدهور في الساحل
عبّر المشاركون في الاجتماع عن قلقهم الشديد إزاء التصاعد المستمر في العنف وحالة عدم الاستقرار التي اجتاحت الساحل خلال السنوات الأخيرة. شهدت هذه المنطقة ارتفاعًا حادًا في حالات النزوح الجماعي وفقدان الأرواح، نتيجة للهجمات المستهدفة التي تستهدف بعض المجتمعات على أساس عرقي. ونتيجة لهذا، أصبحت الأزمة الإنسانية تشكل تهديدًا وجوديًا للدول المعنية، ولاسيما مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
دور الفاعلين غير الحكوميين والمجموعات المسلحة
أكدت المنظمتان أن تصاعد العنف لا يقتصر على الجماعات الإرهابية المسلحة (GAT) فقط، بل يشمل أيضًا الجيوش النظامية التابعة للمجالس العسكرية التي تحكم بعض هذه الدول. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المرتزقة الأجانب، وخاصة المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، قد زاد من حدة التوترات. وفي شمال مالي، تعرضت المجتمعات المحلية في أزواد لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك المجازر والهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين.
الوصم العرقي واستهداف المجتمعات
من أخطر ما تم مناقشته في هذا التجمع هو استهداف بعض المجتمعات الطوارقية بشكل متعمد من قبل الجماعات المسلحة والقوات الحكومية على حد سواء. يواجه الطوارق، بوصفهم أقلية عرقية، موجة من الوصم والتهميش في بعض دول الساحل، مما يفاقم من معاناتهم ويعزز من ضعفهم أمام التحديات الأمنية.
فشل الحكومات في إدارة الأزمات
أثار المشاركون في الاجتماع أيضًا مسألة فقدان الحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو للسيطرة على أجزاء كبيرة من أراضيهم. يبدو أن المجالس العسكرية في هذه الدول تعجز عن الوفاء بالتزاماتها السيادية في توفير الأمن لمواطنيها، بل إنها تتسبب في مزيد من التأزم السياسي والجيوسياسي. وقد زاد انسحاب مالي من اتفاق السلام الجزائري الوضع تعقيدًا، مما جعل فرص حل النزاع القائم في أزواد أكثر ضبابية.
القيود الإنسانية وزيادة المعاناة
تزايدت القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني. في ظل تصاعد العنف وانعدام الأمن، تواجه المجتمعات المحلية نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية والغذائية، مما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي أكثر إلحاحًا.
دعوة للتدخل الدولي
انطلاقًا من تلك التطورات الخطيرة، وجهت الجالية الطوارقية في الأمريكتين ومنظمة ODTE نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الديمقراطية والمنظمات الإنسانية، للتدخل الفوري لوقف تدهور الأوضاع في الساحل. دعا المشاركون إلى ضرورة استعادة الأمن وفتح قنوات الحوار بين المجتمعات المحلية والحكومات للوصول إلى حل سلمي ومستدام للأزمة.
كما طالبت المنظمتان المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو بإعادة الأنظمة المدنية واحترام حقوق جميع المجتمعات في هذه الدول. فلا يمكن بناء مستقبل مستقر وآمن في الساحل دون احترام حقوق الإنسان وإيجاد حلول جذرية للأسباب التي أدت إلى هذا الصراع الطويل.
خاتمة
يمثل هذا التجمع التاريخي خطوة مهمة نحو توحيد جهود الجالية الطوارقية في العالم لمواجهة التحديات التي تواجه مجتمعاتهم في منطقة الساحل. إن الوضع المتدهور في الساحل يتطلب استجابة عاجلة وشاملة من المجتمع الدولي، ليس فقط لمعالجة الأوضاع الإنسانية الحالية، ولكن أيضًا لبناء أسس سلام مستدام طويل الأمد يحترم حقوق الجميع ويعزز من استقرار المنطقة.