صوت الحق – في مقابلة حديثة على قناة “صحراء 24″، علق رئيس مركز ديلول للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أحمدو ولد أمبارك، على الهجوم الأخير الذي استهدف قلب العاصمة المالية بماكو. قال أحمدو إن قسم الرئيس الانتقالي عاصمي غويتا في عيد الاستقلال لعام 2023، والذي تعهد فيه ببسط سيطرة الحكومة على كامل التراب المالي، لم يحقق النتائج المرجوة. وأوضح أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن هذا القسم كان من الأحرى أن يتبعه “صيام ثلاثة أيام”، في إشارة إلى الفشل في اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين البلاد.
وأشار ولد امبارك إلى أنه رغم الوعود، ما زالت الحكومة المالية تفشل في احتواء نشاطات الجماعات الجهادية، بما فيها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، التي قامت بعملية نوعية في 17 سبتمبر 2023 تزامنت مع ذكرى تأسيس الدرك وتحالف دول الساحل. هذه العملية استهدفت مدرسة الدرك في فلاجي ومطار موديبو كايتا الدولي في سينو، وأسفرت، حسب بيان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، عن أكثر من 200 قتيل وتدمير عشر طائرات، بما فيها الطائرة الرئاسية.
أحمدو ولد أمبارك لم يتوقف عند نقد القسم فقط، بل ذهب إلى حد القول بأن مالي أصبحت تعاني من “متلازمة الاضطرابات”، في إشارة إلى فقدان السيطرة على الأوضاع الأمنية وتوسع نفوذ الجماعات المسلحة في عدة مناطق من البلاد، منها تينزواتين التي شهدت هي الأخرى فشلاً عسكريًا للحكومة.
هذه التصريحات تعكس بوضوح حالة التحدي الكبير الذي تواجهه السلطات المالية في مواجهة تصاعد العنف الجهادي، الذي بات يضرب حتى العاصمة بماكو، ويضع تساؤلات جدية حول قدرة الحكومة المالية، بقيادة غويتا، على الوفاء بتعهداتها في إعادة الاستقرار إلى البلاد.
خلفية الهجوم:
الهجوم الذي وقع في 17 سبتمبر 2023، جاء في توقيت رمزي حيث صادف ذكرى تأسيس الدرك الوطني المالي وتشكيل تحالف دول الساحل. الهجوم استهدف مدرسة تدريب الدرك في فلاجي، الواقعة في قلب العاصمة بماكو، وكذلك مطار موديبو كايتا الدولي في سينو. وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مسؤوليتها عن الهجوم، الذي وصفته بالضربة القاضية للجيش المالي وقواته الجوية.
