أخبار الساحل

مقتل عشرات الجنود خلال هجوم في نيكاتيري ..والنصرة تعلن السيطرة على مقر عسكري في المنطقة.



في يوم الأحد، 15 سبتمبر 2024، عند حوالي الساعة 17:30 مساءً، تعرضت إحدى مواقع القوات المسلحة النيجرية (FAN)، التابعة لكتيبة القوات الخاصة في تاهوا (BSR)، لهجوم عنيف في منطقة تيلابيري، قرب منطقة نياكتيري، التابعة لدائرة تيرودي. وقد نفذ الهجوم عناصر إرهابية تابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQMI).

تفاصيل الهجوم ونتائجه

أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين سريعاً مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنها سيطرت بشكل كامل على الموقع العسكري المستهدف. ويبدو أن العملية كانت مخططة بعناية؛ حيث أقدم المهاجمون على قطع شبكة الاتصالات في المنطقة قبل الهجوم بليلة، ما مكنهم من تنظيم صفوفهم وتجميع قواتهم دون أن يتم كشف تحركاتهم.

كانت الوحدة العسكرية تضم حوالي 130 جنديًا، ورغم أن بعضهم تمكن من الانسحاب إلى تيرودي، إلا أن العشرات ما زالوا في عداد المفقودين حتى اللحظة. في حين لم تصدر بعد تقديرات دقيقة حول عدد القتلى أو المصابين، إلا أن المصادر تشير إلى أن الخسائر قد تكون كبيرة.

مؤشرات وتحذيرات سابقة

قبل وقوع الهجوم، كانت هناك تحذيرات صادرة عن مصادر محلية، حيث أبلغت قوات الدفاع والأمن (FDS) عن وجود تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية في منطقة سميرة. إلا أن هذه التحذيرات لم تُترجم إلى تحركات وقائية ملموسة من قبل السلطات العسكرية، ما فتح المجال أمام الجماعات الإرهابية لتنفيذ خطتها.

الأبعاد الأمنية للهجوم

يُعد هذا الهجوم استمرارًا لسلسلة من العمليات الإرهابية التي شهدتها منطقة الساحل الإفريقي في الأشهر الأخيرة. منطقة تيلابيري، التي تقع على الحدود بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، تُعتبر بؤرة توتر كبيرة بسبب نشاط الجماعات الإرهابية، والتي تستغل هشاشة الوضع الأمني ونقص التنسيق بين الدول المعنية.

يتزامن هذا الهجوم مع تصاعد العنف في النيجر، خصوصاً بعد التوترات التي شهدتها البلاد في أعقاب الانقلاب العسكري الأخير. ورغم محاولات الجيش النيجري لاستعادة السيطرة على الأوضاع الأمنية، إلا أن مثل هذه الهجمات تشير إلى وجود تحديات كبيرة أمام استقرار البلاد.

دور جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

تعتبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من أخطر الجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الساحل. فهي ليست فقط مسؤولة عن عمليات إرهابية في النيجر، بل تمتد أنشطتها إلى مالي وبوركينا فاسو ومناطق أخرى من غرب إفريقيا. الهجوم الأخير يُظهر قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات منسقة ومعقدة، ما يدل على تطور استراتيجياته وتكتيكاته العسكرية.


يشكل الهجوم الإرهابي في تيلابيري تذكيراً قوياً بأن منطقة الساحل لا تزال في قلب معركة طويلة ضد الإرهاب. ورغم الجهود المستمرة من قبل القوات المسلحة المحلية والدولية، فإن الجماعات الإرهابية تواصل استغلال الفجوات الأمنية لتحقيق أهدافها. سيكون من الضروري للمجتمع الدولي والمحلي اتخاذ خطوات أكثر جدية واستراتيجية لضمان استقرار المنطقة ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!