شهد إقليم أريبندا غرب مدينة غاو تصاعدًا مستمرًا في حدة التوترات بين الجيش المالي وجماعة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة (JNIM). في آخر تطورات الصراع، أفادت التقارير بأن جماعة النصرة تمكنت من نصب كمين محكم لدورية عسكرية تابعة للجيش المالي في منطقة كويما.
بحسب بيان صادر عن الجماعة، أسفر الكمين عن خسائر كبيرة في صفوف القوات المالية، حيث قُتل وأصيب عدد من الجنود. كما أُجبرت القوات المالية على الانسحاب، تاركة وراءها مركبة عسكرية، دراجة نارية، رشاشًا ثقيلًا من عيار 14.5 ملم، صناديق ذخيرة، وأغراضًا عسكرية أخرى، والتي وقعت جميعها غنائم في يد جماعة النصرة. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير ثلاث دراجات نارية خلال الهجوم.
دلالات الهجوم:
يمثل هذا الهجوم تطورًا كبيرًا في الصراع بمنطقة غاو، حيث يواجه الجيش المالي تحديات مستمرة في الحفاظ على السيطرة على المناطق الشمالية من البلاد، خاصة بعد تزايد نشاط الجماعات المسلحة هناك. يعتبر هذا الهجوم جزءًا من سلسلة من العمليات التي تقوم بها جماعة النصرة لتعزيز نفوذها وعرقلة جهود الجيش المالي في استعادة الاستقرار.
الأبعاد العسكرية والسياسية:
يبرز هذا الكمين ضعف الجيش المالي في المناطق الشمالية وعدم قدرته على التصدي للتهديدات المتزايدة من الجماعات المسلحة. يعاني الجيش من نقص في المعدات والتدريب، وهو ما أدى إلى تراجع فعاليته في مواجهة الجماعات الجهادية مثل النصرة. كما يُظهر الحادث أيضًا تحدي السيطرة الحكومية على المناطق البعيدة عن العاصمة، ما يعزز مخاوف تفاقم الوضع الأمني.
سياق أوسع:
منذ سنوات، يعاني إقليم أزواد (شمال مالي) من تدهور أمني خطير نتيجة تصاعد نشاط الجماعات المسلحة. استخدام الجيش المالي للطائرات المسيرة ضد السكان في هذه المناطق زاد من توتر الأوضاع، خصوصًا مع تعرض المدنيين للهجمات واتهام الحكومة بانتهاك حقوقهم.
