أزواد : تقرير حول الهجوم الوحشي على مدنيين في عرس لمجتمع دوسهاك بين غاو وتاجدو
في مساء يوم الجمعة 9 سبتمبر 2024، تعرض حفل زفاف لمجتمع دوسهاك، بين مدينة غاو وتاجدو، لهجوم وحشي شنته قوات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر. الحادث وقع في وقت متأخر من الليل، حيث اقتحمت القوات المسلحة المكان وأطلقت النار بشكل عشوائي على المشاركين في الاحتفال. الهجوم خلف عددًا من القتلى والجرحى بين المدنيين العزل، بما فيهم النساء، الأطفال، والرجال الذين كانوا جزءًا من الاحتفال.
تفاصيل الهجوم
الهجوم جاء في سياق عمليات تفتيش مكثفة قامت بها القوات المالية بالتعاون مع مرتزقة فاغنر في مناطق عدة قريبة من تاجدو. المنطقة التي وقع فيها الهجوم تقع تحت سيطرة ميليشيا غاتيا الموالية للحكومة المالية، مما يعزز الفرضيات بأن هذه الهجمات جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تطهير المنطقة من سكانها الأصليين. المجتمع المستهدف، وهو مجتمع دوسهاك، يُعد من المجتمعات الطوارقية البارزة في منطقة أزواد الا أن الضحايا من المربين الجيش المالي الذي استهدفهم في إطار عملية إبادة السكان الأصليين في منطقة أزواد دون التمييز بينهم سواء داعمين أو معارضين له.
السياق العام للهجمات في أزواد
الهجوم على العرس ليس حادثة معزولة، بل هو جزء من سلسلة متكررة من الهجمات التي تستهدف المدنيين في منطقة أزواد، والتي تهدف، وفقًا للمراقبين، إلى محو الوجود الطوارقي من المنطقة. الهجمات المتكررة على المدنيين، خاصة تلك التي تُشن بمشاركة مرتزقة فاغنر، تشمل القتل المباشر، قطع الرؤوس، الاغتصاب، سرقة الممتلكات، وتدمير البيوت. خلال الفترة من أغسطس 2023 إلى أغسطس 2024، سُجلت أكثر من 1000 حالة وفاة بين المدنيين، غالبيتها نتيجة لهذه الأعمال الوحشية التي تُصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
الأثر الإنساني للهجوم
أسفر الهجوم على العرس عن فقدان أرواح العديد من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة عدد كبير من المدنيين بجروح بليغة. المستشفيات في المنطقة تعاني من نقص في المعدات الطبية والموارد اللازمة لعلاج المصابين، مما يفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً في المنطقة. تزايدت حالات النزوح بين السكان المدنيين الذين يفرون من مناطقهم خوفًا من التعرض لهجمات مماثلة.
الاستنتاجات
الهجوم الأخير يعكس تصعيدًا خطيرًا في استراتيجية الجيش المالي ومرتزقة فاغنر لاستهداف المدنيين في أزواد. هذه الجرائم المستمرة لا تهدف فقط إلى إضعاف الحركات الانفصالية في المنطقة، بل يبدو أنها تسعى أيضًا إلى تغيير التركيبة السكانية في أزواد من خلال إرهاب السكان المحليين ودفعهم إلى النزوح القسري.