عدد المشاهدات:
464
تحالفات مالي مع فاغنر وتركيا وحفتر و دول الساحل والصين : هل تكفي لإخماد صمود الأزواديين؟

تحالف الانقلابيين: تجهيزات عسكرية واسعة
في الآونة الأخيرة، تعالت أصوات السلطات الانقلابية في باماكو وشركائها حول تحضيرات عسكرية مكثفة، يزعمون أنها ستكون الحاسمة في الصراع ضد أزواد. وتشمل هذه التحضيرات:
– نشر قوة مشتركة: يتحدث الانقلابيون عن تحريك قوات مشتركة من الدول التابعة للأنظمة العسكرية في الساحل الإفريقي (AES)، مدعومة بكتيبة من مرتزقة فاغنر في نسختها الإفريقية، وذلك عبر بوابة نيامي في النيجر.
– استخدام الطائرات التركية: تم استئجار طائرات مسيّرة من نوع Akinci TB3 تركية الصنع، وهي من أكثر الطائرات تقدماً في مجال الاستطلاع والهجمات الجوية، بهدف استخدامها في الهجمات المستهدفة.
– دعم جوي من ليبيا : تحظى القوات الانقلابية بدعم لوجستي جوي من قوات الجنرال الليبي خليفة_حفتر، خاصةً من منطقة فزان التي تمثل قاعدة خلفية هامة.
– مساعدة عبر الأقمار الصناعية الصينية : بسبب الضغوط والتحديات التي تواجه الأقمار الصناعية الروسية، لجأت السلطات الانقلابية إلى الصين للحصول على دعم عبر الأقمار الصناعية لتوجيه العمليات العسكرية ورصد التحركات على الأرض.
الـاطار الاستراتيجي الدائم CSP-DPA: العدو الذي لا ينتهي
على الرغم من تصريحات النظام المالي حول هزيمة الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي CSP-DPA وتدمير قوته العسكرية، إلا أن الحقائق على الأرض تقول غير ذلك. القوات الأزاودية ما زالت تشكل تهديداً حقيقياً للنظام في باماكو، وتواصل عملياتها ضد القوات الحكومية والمتحالفين معها.
هذا التحالف الذي يضم العديد من القوى الفاعلة في أزواد، يظل عقبة أمام طموحات باماكو وحلفائها. وبينما يزعم النظام المالي أنه استعاد السيطرة، تشير الوقائع إلى أن الأزمة ما زالت بعيدة عن الحل وأن الصراع مستمر بقوة على الأرض.
الحرب ليست مجرد صراع عسكري
على الرغم من تجهيزات القوات الانقلابية والتحالفات الإقليمية والدولية التي يعولون عليها، تبقى الحقيقة أن الحرب ليست مجرد صراع عسكري. إنها قبل كل شيء معركة إرادة وقناعة. وهنا يكمن الفرق بين الطرفين.
القوى الأزاودية ليست مجرد مجموعات مسلحة، بل هي قوى تحمل في طياتها إرثاً تاريخياً وروحياً يرتكز على عقيدة وإيمان بعدالة القضية. الصراع ليس فقط من أجل الأرض، بل من أجل الهوية والحقوق المشروعة التي تم السعي لإنكارها لعقود.
المرتزقة والدعم الخارجي: هل يكفي للفوز؟
على أرض أزواد، أظهرت المعارك السابقة أن الاعتماد على المرتزقة والدعم الخارجي لا يكفي لتحقيق الانتصار. مرتزقة فاغنر، الذين تم استقدامهم بأعداد كبيرة، تعرضوا لهزائم على أرض الصحراء الأزاودية. تم تحييدهم وإظهارهم عاجزين عن إحداث الفارق في المعركة.
الآن، ومع استعدادات النظام المالي لإدخال تقنيات جديدة مثل الطائرات المسيّرة والدعم الجوي والفضائي، يبقى السؤال: هل هذه التقنيات كافية لتحقيق النصر؟ في الحقيقة، القوة العسكرية وحدها لا تكفي إذا لم تكن مدعومة بإرادة شعبية وإيمان راسخ بعدالة القضية.
النصر بين يدي الله
في نهاية المطاف، تظل الثقة بالنصر قائمة لدى الشعب الأزاودي. فالتاريخ يثبت أن الشعوب التي تؤمن بحقوقها وترفض الظلم قادرة على الصمود والانتصار مهما كانت التحديات. وكما يقول القادة في أزواد: “النصر بيد الله ونحن على يقين أننا سنتغلب على أي قوة تحاول قمع حقوقنا.”
القضية ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي صراع طويل الأمد من أجل الحرية والكرامة. وبهذا، تظل أزواد رمزاً للمقاومة، والتحدي الأكبر أمام أي قوة تسعى إلى فرض إرادتها بالقوة.
خاتمة: معركة الإرادة
قد تكون المعركة القادمة واحدة من أهم اللحظات في تاريخ أزواد، لكن القوة الحقيقية لا تكمن في الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة. القوة الحقيقية هي تلك التي تأتي من الداخل، من الإيمان بالحق، ومن الإرادة الراسخة بعدم الخضوع.
تظل أزواد صامدة، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تسلبها إيمانها بالحرية والعدالة. فالمعركة مستمرة، والنصر في النهاية سيكون لمن يملك القوة الروحية والإرادة الحقيقية و المؤمن بالله و الواثق في نصره .
حسبنا الله ونعم الوكيل
Share this content:
اترك رد