صوت الحق
أخبار الساحل

الساحل : مالي تتهم السلطات الجزائرية رسمياً بنشر « الدعاية الإرهابية ».

في تصعيد جديد للتوترات بين مالي والجزائر، اتهمت الحكومة المالية نظيرتها الجزائرية بنشر “الدعاية الإرهابية” على الساحة الدولية. جاء هذا التصعيد إثر مداخلة لممثل الجزائر في اجتماع لمجلس الأمن بالأمم المتحدة يوم 30 أغسطس، حيث اتهم الجزائر مالي بتنفيذ غارة جوية بطائرة مسيرة أدت إلى مقتل أزيد من 20 مدنيًا في تينظواتين بإقليم أزواد، بينهم 11 طفلًا. الغارة وقعت على بعد حوالي 80 كيلومترًا من الحدود الجزائرية، وتحديدًا في 25 أغسطس، حيث تم تنفيذها أمام أنظار حرس الحدود الجزائري.

ورداً على تلك الاتهامات، صرح السفير المالي لدى الأمم المتحدة، عيسى كونفورو، بأن هذه الاتهامات “خطيرة ولا أساس لها”، مشيراً إلى أن الدبلوماسي الجزائري “يروج لدعاية إرهابية” من خلال نقل معلومات غير مؤكدة. وأضاف كونفورو أن القوات المالية استهدفت في هذه الغارة عناصر إرهابية وليس مدنيين كما تدعي الجزائر.

هذه الحادثة ليست سوى فصل جديد في سلسلة التوترات المتصاعدة بين البلدين منذ يناير 2024، حين أعلنت الحكومة المالية رسميًا إلغاء اتفاق السلام الموقع في الجزائر بين مالي والحركات الأزوادية، مما اعتبره المحللون ضربة قوية لنفوذ الجزائر في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، سعت باماكو لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى في المنطقة، مثل المغرب الذي يشهد توتراً في علاقاته مع الجزائر.

الوضع تعقد أكثر مع وصول مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية إلى إقليم أزواد، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية وتجاور الحدود الجزائرية. ولم تكن الجزائر بعيدة عن التعليق، حيث أشار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى أن الأموال التي تُصرف على وجود هؤلاء المرتزقة كان من الأفضل توجيهها لتطوير منطقة الساحل بدلاً من تغذية الصراعات فيها.

هذا التوتر المتصاعد يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في منطقة الساحل، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني ويفتح الباب أمام مزيد من التصعيد الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!