أخبار أزواد

المجلس العسكري في باماكو يستحوذ على منجم انتهقا للذهب لتمويل فاغنر

يشهد منجم إنتهقا الحرفي، الذي كان في السابق يعج بالعمال الأجانب الذين كانوا يشكلون أكثر من 90% من القوة العاملة، انخفاضًا تدريجيًا في وجودهم. خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، أُسندت إدارة المنجم إلى جمعية البحث واستغلال الموارد المعدنية في مالي (SOREM). يجدر الإشارة إلى أن هذا المنجم، الذي يمتد على مساحة تبلغ حوالي 90 كيلومترًا مربعًا، يُعتبر من أهم الاكتشافات المعدنية في منطقة غاو.

المجلس العسكري في باماكو يستحوذ على منجم انتهقا للذهب لتمويل فاغنر

يمثل هذا الموقع تحديًا استراتيجيًا كبيرًا للاقتصاد المالي، نظرًا لأهميته وموارده الواعدة. يمكن للأعمال الاستكشافية التي ستقوم بها SOREM أن تحوّل إنتاركاد/إنتهاكا إلى مصدر ضخم للعائدات، ليصبح “منجم ذهب” حقيقي ليس فقط بالمعنى الحرفي ولكن أيضًا بالمعنى المجازي، مما سيعود بفوائد كبيرة على خزينة الدولة وسكان المنطقة. السلطات الانتقالية في مالي مصممة على استغلال هذا المنجم إلى أقصى حد من أجل تحقيق التنمية والتخفيف من معاناة الشعب.

لكن هذه العملية رافقتها تعقيدات عسكرية، حيث يُزعم أن الذهب المستخرج من المنجم يُستخدم لتمويل مرتزقة فاغنر الروسية، الذين يُتهمون باستخدام هذه الأموال لدعم عملياتهم العسكرية التي تشمل انتهاكات ضد الشعب الأزوادي.

في 10 فبراير 2024، هبطت مروحية تحمل مرتزقة روس بالقرب من قرية إنتهاكا في منطقة غاو، حيث استولوا على أكبر منجم ذهب حرفي في البلاد. وبدعم من الجيش المالي، تمكنوا من طرد ميليشيات غاتيا المدعومة من الحكومة وتأمين الموقع. يتميز هذا المنجم بمساحته الواسعة التي تسمح باستيعاب ما يصل إلى 4000 عامل مناجم.

خلال السنوات الأخيرة، شهد المنجم تغيرات عديدة في السيطرة عليه. فقد كانت الحركات الأزوادية تسيطر عليه كجزء من استراتيجيتها، لكنها انسحبت بعد اندلاع معارك مع القوات المالية في أغسطس 2023، ليصبح تحت سيطرة ميليشيات غاتيا التابعة للمجلس العسكري الحاكم. حالياً، يدير الموقع مرتزقة فاغنر الروس الذين بدأ تعاونهم مع القادة العسكريين الماليين في أواخر عام 2021.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!