النيجر على حافة الهاوية: الإرهابيون على أبواب العاصمة نيامي
تواصل الجماعات الإرهابية توسيع نفوذها في النيجر، حيث أصبحت على مشارف العاصمة نيامي، مما يشكل تهديداً خطيراً لأمن واستقرار البلاد. ففي خطوة جريئة، تمكنت هذه الجماعات من التمركز في إقليم تيلابيري، الذي يبعد بضعة كيلومترات فقط عن العاصمة. هذا التقدم يثير القلق، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المتوترة التي تعيشها النيجر بعد الانقلاب العسكري الأخير.
بدأت الأحداث تتسارع في يوم الخميس 29 أغسطس، عندما شنت الجماعات المسلحة هجوماً على بلدة بانكيلاري ، وهي بلدة استراتيجية تقع في منطقة تيلابيري. بعد أن بسطوا سيطرتهم على البلدة، وجهوا إنذاراً قاسياً للسكان، مطالبين إياهم بمغادرة منازلهم فوراً. لم يكن أمام السكان خيار سوى الامتثال لهذه الأوامر، مما أدى إلى نزوح جماعي لمئات الأسر التي تركت منازلها بحثاً عن الأمان في مناطق أخرى.
تشير التقارير إلى أن الجماعات الإرهابية لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت في بسط نفوذها في المنطقة. فهي الآن تسيطر على كامل منطقة بانكيلا، وتمتد سيطرتها حتى حدود وانزارب، وهو ما يعني أن مناطق مثل ياتاكالا وقرية سيري ومنطقة بانغوتاندا وقريتي بوكاري كويرا وتيندراتاني باتت تحت سيطرتها. ولم يقتصر الأمر على القرى والمناطق النائية، بل تمكنت هذه الجماعات من السيطرة على الطريق الاستراتيجي تيرا-بانكيلا، الذي يعتبر من أهم الطرق في المنطقة.
في الوقت الذي يتقدم فيه الإرهابيون بخطى ثابتة، تبدو استجابة السلطة العسكرية في النيجر غير فعالة، حيث اكتفت بإصدار تهديدات مبهمة ضد الجماعات الإرهابية دون اتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض. يأتي هذا في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة التي تعيشها البلاد بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة. ورغم الوعود التي أطلقتها السلطة العسكرية بتعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث يواصل الإرهابيون توسيع سيطرتهم وتهديدهم للمناطق المحيطة بالعاصمة.
هذه التطورات الخطيرة تضع النيجر أمام تحديات كبيرة. فمن ناحية، تواجه البلاد خطر الانزلاق إلى حالة من الفوضى والاضطراب نتيجة تزايد نفوذ الجماعات الإرهابية. ومن ناحية أخرى، تزداد الضغوط على السلطة العسكرية لإثبات قدرتها على الحفاظ على الأمن والاستقرار، خصوصاً في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن طريقة تعاملها مع الأزمة.
ومع استمرار تدهور الوضع الأمني، يتساءل الكثيرون عن مستقبل النيجر وما إذا كانت السلطة العسكرية قادرة على احتواء التهديد الإرهابي المتصاعد. وفي ظل غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه التهديدات، تظل المخاوف قائمة من أن تتحول النيجر إلى بؤرة جديدة للإرهاب في غرب أفريقيا، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
في الختام، يبدو أن النيجر تقف عند مفترق طرق حاسم، حيث يتعين على السلطة العسكرية اتخاذ خطوات جادة وحاسمة لمواجهة التهديد الإرهابي المتزايد، وإلا فإن البلاد قد تواجه مستقبلاً مظلماً قد يؤدي إلى المزيد من الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار.
تعليق واحد