أزواد: غارة بطائرة بدون طيار ماليّة تستهدف مدنيين في تين زواتين
في تصعيد جديد للأحداث في منطقة أزواد، وردت أنباء عن قيام طائرة بدون طيار تابعة للحكومة المالية، المدعومة من مرتزقة “فاجنر” الروسية، بشن غارة على منطقة تين زواتين في 30 أغسطس 2024. الغارة تمت من موقع قريب من إن أدق، وهو نفس الموقع الذي استُخدم لشن هجوم مماثل في 27 أغسطس. حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أية نتائج لهذه الغارة.
وفقًا لمصادر محلية، فإن الهجوم لم يسفر عن وقوع قتلى أو جرحى، حيث كان الهدف سيارة تحمل برميلًا من الماء. وأفادت الأنباء أن الطائرة بدون طيار عادت إلى قاعدة “ظكاك” بعد تنفيذ العملية.
ومن بين الأهداف المدنية التي تضررت في هذه الغارة، سيارة لرجل مسن كان يعتمد على بيع الماء للسكان المحليين وعمال المناجم كمصدر رزق له ولأولاده. ولم تتسبب الضربة في أي خسائر بشرية، لكنها أثارت استياء واسع النطاق بين سكان المنطقة، الذين يرون في هذه الهجمات استهدافًا مباشرًا لوسائل العيش البسيطة والمشروعة.
تحليل الوضع في أزواد:
تأتي هذه الغارة في سياق تصاعد التوترات في منطقة أزواد، التي تشهد نزاعًا طويل الأمد بين الحركات الأزوادية والجيش المالي. ومع تزايد النشاطات العسكرية للحكومة المالية في المنطقة، بدعم من مرتزقة “فاجنر” الروسية، يبدو أن الصراع مرشح لمزيد من التصعيد.
الحكومة المالية ترى في هذه العمليات محاولة لتعزيز سيطرتها على المناطق التي تسيطر عليها الحركات الأزوادية، بينما يرى سكان المنطقة في هذه الغارات تصعيدًا خطيرًا يزيد من معاناتهم ويهدد أرواحهم ووسائل معيشتهم.
في ظل التصعيد المستمر للأعمال العسكرية في أزواد، يتزايد قلق المجتمع الدولي إزاء الوضع الإنساني المتدهور واستهداف المدنيين ووسائل معيشتهم. إن استمرار هذا الصراع دون حلول سياسية فعالة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والمعاناة. من الضروري أن تتكاتف الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل شامل وعادل يضمن حقوق سكان أزواد في العيش بسلام وأمان، بعيدًا عن شبح الحروب والصراعات. إن تحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة يتطلب إرادة حقيقية للتفاوض والحوار، بعيدًا عن لغة العنف والقوة، لفتح صفحة جديدة من الأمل والتنمية لسكان أزواد.