صوت الحق
أخبار الساحل

مقتل أكثر من 400 جندي خلال عملية نفذتها جماعة النصرة ضد قوات تحالف الساحل

في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات والاشتباكات في منطقة الساحل الإفريقي، تمكنت النصرة من صد عدة تقدمات وهجمات ضد القوات النظامية والميليشيات في ولايات متعددة، مما يعزز موقفهم في المنطقة.

شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من العمليات العسكرية، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش والميليشيات، بالإضافة إلى اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

مقتل أكثر من 400 جندي خلال عملية نفذتها جماعة النصرة ضد قوات تحالف الساحل

صد تقدم الميليشيات البوركينية في ولاية كيا

في يوم الجمعة 19 صفر 1446هـ الموافق لـ 23 أغسطس 2024م، نجحت النصرة في صد تقدم للميليشيات البوركينية بين منطقتي سلماج وغرغاجي في ولاية كيا.

أسفرت هذه العملية عن مقتل عنصرين من الميليشيات البوركينية واغتنام سلاحي كلاشنيكوف. يعكس هذا النجاح قدرة المجاهدين على مواجهة التقدم العسكري للميليشيات المدعومة من الدولة، ويؤكد تواجدهم القوي في المنطقة.

اقتحام ثكنة الجيش النيجري في سمير

بعد ثلاثة أيام من العملية الأولى، وتحديدًا يوم الثلاثاء 22 صفر 1446هـ الموافق لـ 26 أغسطس 2024م، شنت مجموعة من المجاهدين هجومًا نوعيًا على ثكنة للجيش النيجري في منطقة سمير بولاية تلابيري. أسفرت العملية عن مقتل 6 جنود واغتنام 3 آليات عسكرية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأسلحة تشمل سلاح دوشكا، سلاح روكت، 2 آر بي جي، بيكا، 3 آر بيكا، 18 كلاشنيكوف، 2 مسدس، و24 صندوق ذخيرة. كما تم إحراق آليتين عسكريتين. يظهر هذا الهجوم النوعي تحولًا في استراتيجيات المجاهدين من صد التقدمات العسكرية إلى شن هجمات مباغتة على مواقع الجيش النيجري.

هجوم على مغرزة للجيش والميليشيات البوركينية في باغسالوغو

وفي نفس اليوم، شن المجاهدون هجومًا آخر على مغرزة للميليشيات والجيش البوركيني في بلدة باغسالوغو بولاية (كيا). أسفر الهجوم عن مقتل نحو 300 عنصر من الجيش والميليشيات واغتنام آليتين عسكريتين، بالإضافة إلى سلاح دوشکا، 12 كلاشنيكوف، و14 دراجة نارية. يسلط هذا الهجوم الضوء على تصعيد العمليات العسكرية للمجاهدين ضد الجيش البوركيني وتكثيف جهودهم في المنطقة.

هجمات إضافية في مناطق متعددة

لم تقتصر العمليات العسكرية على الهجمات المذكورة، فقد شن المجاهدون سلسلة من الهجمات الأخرى على مواقع مختلفة في منطقة الساحل. في يوم الجمعة 19 صفر 1446هـ الموافق لـ 23 أغسطس 2024م، تم الهجوم على مقر للميليشيات البوركينية في (كلقايل) بمنطقة (كلبيلوغو)، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر واغتنام مجموعة متنوعة من الأسلحة والعتاد. كما تم الهجوم على مقر للميليشيات في (بري) بولاية (بانغورا) في 21 أغسطس، مما أدى إلى مقتل 11 عنصرًا واغتنام 5 كلاشنيكوف و17 دراجة نارية.

في 19 أغسطس 2024م، استهدف المجاهدون نقطة عسكرية للجيش البوركيني في (جيبو) بمحافظة (سوم)، مما أسفر عن مقتل 4 عناصر واغتنام 4 كلاشنيكوف وأمتعة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ كمين محكم للجيش المالي قرب قرية (دجالاساقو) بولاية (موبتي) في 15 أغسطس 2024م، مما أدى إلى مقتل 15 عنصرًا من الجيش المالي واغتنام آلية عسكرية وكمية من الأسلحة والذخائر.

تحليل التطورات الأمنية في منطقة الساحل

تشير هذه العمليات العسكرية المتعددة إلى تصاعد التوترات في منطقة الساحل الأفريقي بين القوات النظامية والمجموعات المسلحة. يعكس تعدد الهجمات وتنوعها تحولات استراتيجية واضحة من قبل المجاهدين، تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للقوات الحكومية والميليشيات المتعاونة معها، بالإضافة إلى تعزيز سيطرتهم على المناطق الحيوية في المنطقة.

كما يعكس نجاح هذه الهجمات ضعف التنسيق بين القوات النظامية والميليشيات المحلية في التصدي لهجمات المجاهدين، مما يثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجيات الأمنية المتبعة من قبل الحكومات المحلية. تزداد الدعوات لإعادة النظر في السياسات الأمنية والعسكرية في المنطقة، خاصة في ظل تزايد النشاط العسكري للجماعات المسلحة وامتداد نفوذها.

يبقى الوضع الأمني في منطقة الساحل معقدًا ومتغيرًا، مع استمرار الاشتباكات والهجمات بين القوات النظامية والمجاهدين. وبينما تعزز هذه الهجمات من موقف المجاهدين في المنطقة، فإنها تضع تحديات كبيرة أمام الحكومات المحلية والمجتمع الدولي في جهودهم لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار. بات من الواضح أن الحلول العسكرية وحدها قد لا تكون كافية، وهناك حاجة ملحة لتبني استراتيجيات شاملة تشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في المنطقة.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!