النصرة تشن ثلاث ضربات مدمرة: خسائر فادحة في صفوف العدو
في سلسلة من العمليات الجهادية التي شهدتها بوركينا فاسو في شهر أغسطس 2024، قامت جماعة النصرة بشن هجمات واسعة النطاق ضد القوات المسلحة البوركينية، مستهدفة مقراتها العسكرية ودورياتها، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
اقتحام مقر للميليشيات البوركينية في (سلانبوري)
في يوم الجمعة 12 صفر 1446 هـ الموافق لـ 16 أغسطس 2024م، شنّة النصرة هجومًا مباغتًا على مقر للميليشيات البوركينية في منطقة (سلانبوري) بولاية (كول بيلوغو).
أسفر هذا الهجوم عن مقتل 8 عناصر من الميليشيات، بالإضافة إلى اغتنام 7 بنادق كلاشينكوف و11 دراجة نارية وعدد من المعدات العسكرية الأخرى.
هذا الهجوم يعكس التحدي المستمر الذي تواجهه الحكومة البوركينية في مواجهة الجماعات الجهادية التي تعمل في المناطق الريفية والنائية من البلاد.
استهداف دورية للجيش البوركيني
في عملية أخرى، وفي يوم الثلاثاء 9 صفر 1446 هـ الموافق لـ 13 أغسطس 2024م، استهدفت جماعة النصرة دورية للجيش البوركيني بين منطقتي (ديدوغو) و(غسان) باستخدام عبوة ناسفة موجهة.
هذا الهجوم أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات البوركينية، مما يعكس القدرة المتزايدة للجماعات الجهادية على تنفيذ عمليات دقيقة ضد القوات الحكومية.
كمين (فادا) النوعي وتأثيره على الوضع الأمني في البلاد
في عملية تعدّ من أكبر العمليات العسكرية التي شهدتها بوركينا فاسو في الفترة الأخيرة، قامت جماعة النصرة في يوم الجمعة 5 صفر 1446هـ الموافق لـ 9 أغسطس 2024م بنصب كمين محكم لرتل عسكري كبير للجيش البوركيني بين منطقتي (فادا) و(بونغو).
وقد أدى هذا الكمين إلى مقتل أكثر من 140 عسكريًا بوركينيًا وتدمير 116 آلية عسكرية، بما في ذلك 7 مدرعات وناقلات للجند.
كما استولى المهاجمون على 16 آلية وعدد كبير من الدراجات النارية وكمية ضخمة من الأسلحة والذخائر.
هذا الهجوم الضخم يُعَدّ بمثابة ضربة قوية للحكومة البوركينية، التي تجد نفسها في مواجهة تصاعد غير مسبوق في نشاط الجماعات الجهادية.
وقد جاء هذا الهجوم، وفقًا للجماعة المسؤولة عنه، كرد فعل على الجرائم التي ترتكبها الحكومة البوركينية بحق الأبرياء العزل، وكسعي لإيقاف حملات الإبادة والتطهير العرقي التي تشهدها المنطقة.
التداعيات على الأمن والاستقرار في بوركينا فاسو
تُظهر هذه الهجمات المتصاعدة أن النصرة في بوركينا فاسو لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف القوات الحكومية.
كما تعكس ضعفًا واضحًا في قدرات الجيش البوركيني على تأمين المناطق الريفية والنائية التي تعتبر معاقل رئيسية لهذه الجماعات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الهجمات تزيد من تعقيد الوضع الأمني في بوركينا فاسو، التي تعاني بالفعل من تدهور أمني كبير نتيجة لتنامي نشاط الجماعات الجهادية، وتفاقم الأزمات الإنسانية الناتجة عن النزوح الجماعي للسكان بسبب العنف.
التحديات المستقبلية
مع استمرار التصعيد، تجد الحكومة البوركينية نفسها في موقف حرج يتطلب منها إعادة تقييم استراتيجيتها الأمنية والعسكرية.
كما أن الحاجة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ويظل السؤال الأهم هو كيفية استعادة السيطرة على المناطق التي أصبحت خارج سيطرة الدولة، وضمان حماية المدنيين الذين يجدون أنفسهم في مرمى نيران هذا الصراع المستمر.
في الختام، فإن هذه العمليات الجهادية الأخيرة تشير إلى تصاعد خطير في العنف، وتضع مستقبل الأمن والاستقرار في بوركينا فاسو على المحك.
ومع تزايد التوترات، يبقى الأمل في أن تجد الحكومة البوركينية وشركاؤها الدوليون حلولا فعّالة لمواجهة هذه التحديات الأمنية المعقدة.