أخبار الساحل

تحرير جنود نيجريين: صفقة بملايين الفرنكات مع النصرة

تحت السطح الهادئ لعملية تحرير ستة رهائن من عناصر قوات الدفاع والأمن (FDS) في النيجر، تتكشف قصة معقدة من المفاوضات التي دامت لأسابيع. قاد هذه الجهود العقيد باللا أراب، المدير العام للأمن الخارجي (DGDSE)، والذي كُلِّف بتوجيه من السلطات النيجرية بقيادة الجنرال الانقلابي عبدالرحمن تياني بفتح قنوات اتصال مع جماعة نصرة الاسلام والمسلمين الإرهابية التابعة للقاعدة .

تفاصيل المفاوضات والنتائج

المفاوضات، التي شملت وسطاء تم اختيارهم بعناية، بدأت في إطار استراتيجية وضعت خلال إدارة الرئيس السابق محمد بازوم. أسفرت هذه الجهود عن نجاح مهم تمثل في إطلاق سراح الرهائن مقابل دفع فدية كبيرة بلغت 120 مليون فرنك أفريقي، بالإضافة إلى الإفراج عن 23 إرهابياً، منهم ثمانية تم إطلاق سراحهم بالفعل.

الرهائن الروس على طاولة الحوار

تم التفاوض بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين و الحكومة النيجرية بشأن رهينتين روسيتين- أوكرانيتين، حيث طلبت الجماعة الإرهابية فدية ضخمة تصل إلى ملياري فرنك أفريقي مقابل الإفراج عنهما.

النيجر تطلب من النصرة هدنة لمدة ثلاثة أشهر

في إطار المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم في نيامي و جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي دعى المفاوضين النيجريين الجماعة الإرهابية إلى هدنة لوقف إطلاق النار بين الجيش النيجري والنصرة لمدة ثلاثة أشهر .

يأتي هذا الطلب الذي وضع في خانة شروط المفاوضات بين الطرفين الانقلابيين والارهابيين بعد عدة عدة هجمات دامية نفذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ضد الجيش النيجري خلفت خلفت خسائر فادحة في صفوف قوات الدفاع والأمن.

متى تم اعتقالهم وأين ؟

في يوم الإثنين 20 مايو 2024م تمكن مقاتلوا جماعة نصرة الاسلام والمسلمين من اقتحام ثكنة للجيش النيجري في (بوني) بمنطقة (تلابيري) و السيطرة الكاملة عليها وقد أسفرت هذه الغارة الارهابية عن مقتل (41) عنصرا من الجيش وأسر (6) عناصر آخرين واستولت الجماعة على (9) آليات عسكرية و(2) هاون و (7) دوشكا و (6) أر بي جي و (1) بيكا و (2) دكتريوس و(50) كلاشنيكوف و (122) صندوق ذخيرة و (181) خزان كلاشنيكوف وأمتعة أخرى متنوعة كما تم إحراق (10) آليات عسكرية منها (5) مدرعات.

تداعيات التفاوض مع الجماعات الإرهابية

إن هذه الصفقة لا تخلو من تداعيات خطيرة. إذ أن الإفراج عن الإرهابيين مقابل تحرير الرهائن يعزز من قدرات الجماعات المسلحة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في النيجر والمنطقة المحيطة. هذا النهج قد يشجع الجماعات الأخرى على اللجوء إلى اختطاف المزيد من الرهائن لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية، مما يزيد من خطورة الوضع.عواقب التحالف مع الجماعات الجهاديةالتحالفات المؤقتة مع الجماعات الجهادية لتحقيق أهداف قصيرة الأمد قد تأتي بنتائج عكسية على المدى البعيد. فالاعتماد على هذه الجماعات في مفاوضات مثل هذه يمكن أن يعزز نفوذها ويمنحها شرعية أكبر، ما يضعف جهود الدولة في مكافحة الإرهاب. وفي حين قد يُنظر إلى إطلاق سراح الرهائن على أنه انتصار تكتيكي، إلا أن هذا الانتصار قد يأتي على حساب استقرار طويل الأمد، ما يزيد من التحديات الأمنية ويعقد عملية استعادة السلام في المنطقة.

تثير هذه التطورات أسئلة هامة حول مستقبل مكافحة الإرهاب في النيجر. فقد يؤدي هذا النوع من المفاوضات إلى تعزيز نفوذ الجماعات الإرهابية، مما يشكل تهديداً أكبر للأمن والاستقرار في البلاد. وفي حين أن نجاح عملية تحرير الرهائن يعد إنجازاً، إلا أن الثمن المدفوع قد يكون باهظاً على المدى الطويل، خاصة إذا ما استمرت الجماعات المسلحة في استغلال هذه الاستراتيجيات لتحقيق أهدافها.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!