مالي تعلن الحرب رسميا على ساحل العاج وبنين وتوجه تهم للجزائر .
في تطور خطير وغير مسبوق، أطلق الجنرال المالي المتقاعد مينكورو كاني، الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة الدفاع في المجلس الوطني الانتقالي (CNT)، تصريحات نارية أكد فيها أن مالي مستعدة لاتخاذ جميع التدابير اللازمة للتخلص جسدياً من الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، وكذلك الرئيس البنيني باتريس تالون.
جاء ذلك في تصريح صريح للجنرال كاني، الذي شغل سابقاً منصب حاكم كاي تحت حكم الرئيس السابق أمادو توماني توري (ATT)، حيث قال: “سنكون سعداء في إيجاد السبل والوسائل لتحييد الحسن واتارا رئيس ساحل العاج وباتريس تالون رئيس بنين إذا لم يغيروا مواقفهم”.
هذه التصريحات ليست مجرد كلمات عابرة، بل تمثل تهديداً صريحاً قد يؤدي إلى تصعيد التوترات إلى مستوى غير مسبوق بين مالي وساحل العاج وبنين.
كما زعم الجنرال المالي أن مالي قدمت مساعدات للجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي بكل ما أمكنها، لكنها لم تتلق أي مساعدة من الجزائر بعد خروج المستعمرين. بل على العكس، يرى أن الجزائر تسعى الآن لاستعمار مالي بدلاً من مساعدتها في التخلص من الإرث الاستعماري. ومع ذلك، الحقيقة هي أن مالي لم تساعد الجزائر بشيء خلال الاستعمار الفرنسي، بل كان الطوارق الأزواديون هم من أنشأوا جبهة في منطقة إنتدايني بولاية كيدال لمساعدة الجزائر ضد فرنسا، وقدموا تضحيات كبيرة للتخلص من الاستعمار الفرنسي في أزواد والجزائر. بل أصبح ذلك السبب الرئيسي لعدم اعتراف فرنسا بأزواد وضمه بمالي.
هذه التصريحات تأتي في سياق إعلان مالي لحرب مفتوحة ليس فقط على ساحل العاج، بل أيضاً على بنين والجزائر. هذا التصعيد يضع مالي في مواجهة ثلاث دول تفوقها بكثير من حيث القوة العسكرية والاستقرار الداخلي.
فالجزائر تُعد واحدة من أكبر القوى العسكرية في شمال إفريقيا، وتمتلك ترسانة عسكرية متطورة وقدرات استخباراتية كبيرة. أما ساحل العاج، فهي تتمتع باقتصاد قوي وجيش محترف قادر على الدفاع عن مصالح البلاد في أي مواجهة محتملة. وبنين، رغم صغر حجمها النسبي، إلا أنها تمتلك جيشاً مستقراً وقادراً على التصدي لأي تهديد خارجي.
ومع ذلك، فإن هذا التصعيد الخطير لا يأخذ في الاعتبار الوضع الداخلي الهش في مالي. فالدولة تواجه أزمات أمنية متفاقمة بسبب تصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد ، إضافة إلى الحركات الازوادية التي تقاتل الجيش المالي وكبده خسائر فادحدة و تسعى إلى الاستقلال أو الحكم الذاتي لاقليم أزواد فعلى سبيل المثال، تكافح القوات المالية لفرض سيطرتها حتى على منطقة تين ظواتين، وهي واحدة من العديد من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركات الأزوادية ولم تستطع السيطرة عليها وتم دحرها بواسطة الازواديين . ومالي التي تفقد السيطرة على ما تدعي أنها أراضيها الداخلية كيف ستواجه دول اقليمة ؟
هذه الأزمات الداخلية تضعف موقف مالي وتجعل من الصعب تصور كيف يمكن لها أن تخوض حرباً على عدة جبهات ضد دول أقوى منها بكثير.في ظل هذه الظروف، يبدو أن إعلان الحرب على هذه الدول الثلاث قد يكون خطوة انتحارية بالنسبة لمالي. فالدولة التي تعاني من صعوبة في السيطرة على أراضيها وتأمين حدودها ضد التهديدات الداخلية، تجد نفسها الآن في مواجهة قوى إقليمية ودولية كبيرة. هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في مالي، مما يجعلها عرضة للانهيار التام أمام التحديات الداخلية والخارجية، ويزيد من عزلتها على الساحة الدولية.