صفحتي الشخصية

مرحبا بكم

قصة “مملكة الألوان المفقودة”

في زمن بعيد، كانت هناك مملكة تُدعى “ألوانيا”، حيث كانت الألوان تتراقص في كل زاوية، وتملأ السماء بالبهجة. كانت الأشجار تتلألأ بالأخضر الزاهي، والزهور تتفتح بكل ألوان الطيف، والأنهار تتلألأ بالأزرق الفاتح. لكن في يومٍ من الأيام، حدث شيء غريب.



استيقظ سكان ألوانيا ليجدوا أن الألوان بدأت تختفي. أولاً، اختفى الأحمر، ثم الأصفر، وبعدها الأزرق. لم يعد هناك سوى ظلال باهتة من الألوان، وأصبح كل شيء رماديًا وكئيبًا. قرر الملك “رسمان” أن يبحث عن سبب هذا الاختفاء.

جمع الملك مستشاريه وأخبرهم عن رؤيته الغريبة. قال: “يجب أن نكتشف ما يحدث! لا يمكن أن تبقى مملكتنا بلا ألوان.” اقترح أحد المستشارين، وهو ساحر قديم يُدعى “كولور”، أن يقوموا برحلة إلى الجبال البعيدة حيث يقال إن هناك “حجر الألوان”.

انطلقت المجموعة في رحلة طويلة عبر الغابات والجبال. واجهوا العديد من التحديات، مثل الأنهار المتلاطمة والوحوش الغريبة. لكنهم لم يستسلموا، بل تمسكوا بالأمل في استعادة ألوان مملكتهم.

بعد أيام من السفر، وصلوا أخيرًا إلى قمة الجبل حيث كان يوجد حجر الألوان. لكنهم وجدوا أن الحجر محاط بسحابة سوداء كثيفة. بدا أن السحابة تحرس الحجر بشراسة. حاول الملك ورجاله الاقتراب، لكن السحابة كانت تعيقهم.

فجأة، ظهرت فتاة صغيرة تُدعى “لونا”. كانت ترتدي ثوبًا أبيض وتبدو كأنها جزء من النور. قالت لونا: “أنا حارسة حجر الألوان. لقد اختفت الألوان لأن سكان ألوانيا فقدوا القدرة على رؤية الجمال في العالم.”

سأل الملك: “كيف يمكننا استعادة الألوان؟”

أجابت لونا: “يجب عليكم أن تعيدوا الأمل إلى قلوبكم. اذهبوا إلى القرى وشاركوا قصصكم، وابدأوا برؤية الجمال في الأشياء البسيطة.”

عاد الملك ورجاله إلى مملكة ألوانيا وبدأوا في مشاركة قصصهم وتجاربهم مع السكان. بدأ الناس في رؤية الجمال في الطبيعة، وفي بعضهم البعض. ومع مرور الوقت، بدأت الألوان تعود واحدة تلو الأخرى.

عادت الشمس لتشرق بالأصفر الذهبي، وعادت الزهور لتتفتح بألوان زاهية. وعندما عادت الألوان، عادت السعادة إلى قلوب الجميع.

في نهاية المطاف، أدرك سكان ألوانيا أن الجمال موجود حولهم دائمًا، وأنه يجب عليهم تقديره. أصبح الملك رسمان ولونا أصدقاء مقربين، وعاش الجميع في سعادة وبهجة في مملكة الألوان المفقودة.

وهكذا، تعلم الجميع درسًا مهمًا: الألوان ليست مجرد صبغات بل هي تجسيد للأمل والجمال الذي يجب علينا جميعًا أن نحتفظ به في قلوبنا.