جرائم الجيش المالي ومجموعة فاغنر في أزواد: مقتل مجموعة من المدنيين العرب و الفلان في منطقة اهل الكوري .
في تصعيد جديد للعنف الموجه ضد المدنيين الأبرياء، أقدم الجيش المالي بالتعاون مع مجموعة فاغنر الروسية يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 على اعتقال مجموعة من المدنيين من العرب والفلات في منطقة قرب الحدود الموريتانية، ليتم إعدامهم اليوم التالي الأربعاء 27 نوفمبر في منطقة أهل الكوري بولاية توديني. تأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي استهدفت سكان أزواد من العرب، الطوارق، والفلانيين منذ بداية العمليات العسكرية المشتركة بين الجيش المالي وفاغنر في أغسطس 2023.
سجل دموي للجرائم
شهدت منطقة أزواد منذ أغسطس 2023 موجة عنف غير مسبوقة، حيث تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 1200 مدني واعتقال المئات تعسفيًا. عمليات القتل، الإعدام الميداني، القصف العشوائي، والتهجير القسري باتت سمة رئيسية لهذه الحملة العسكرية التي تستهدف بشكل ممنهج سكان المنطقة من الأعراق العربية والطوارقية والفلانية.
وبالإضافة إلى الجرائم الجسدية، تعاني المجتمعات المستهدفة من عمليات سرقة واسعة النطاق وتدمير للممتلكات، وهو ما يرقى إلى تطهير عرقي ممنهج.
فاغنر: أداة قمع خارجية
تلعب مجموعة فاغنر الروسية دورًا محوريًا في هذه الانتهاكات، حيث توفر الدعم العسكري والتخطيطي للجيش المالي. وجود هذه المجموعة في منطقة الساحل الإفريقي أثار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي وثّقت تورطها في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
إضافة إلى ذلك، فإن إنهاء بعثة الأمم المتحدة في مالي، التي كانت تحقق في هذه الجرائم، زاد من حدة الأزمة، إذ أصبح السكان المحليون بلا حماية أو جهة محايدة توثق معاناتهم وتطالب بالعدالة.
صمت دولي مريب
رغم فداحة الجرائم المرتكبة، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع الوضع في أزواد ببرود وعدم اكتراث. غياب تدخل فعال من المنظمات الدولية والإقليمية يعمّق شعور سكان المنطقة بالعزلة والإهمال، مما يفتح الباب أمام تصعيد أكبر للعنف.
المطالب العاجلة
تحقيق دولي مستقل: ينبغي فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في الجرائم المرتكبة ضد سكان أزواد، لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
حماية المدنيين: يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ضمان حماية المدنيين في مالي وتوفير آليات مراقبة فعالة.
وقف الدعم لفاغنر: على الدول التي تتعاون مع مجموعة فاغنر أن تعيد النظر في سياساتها لدعم هذه المجموعة التي أصبحت أداة لانتهاك حقوق الإنسان في عدة مناطق حول العالم.
خاتمة
ما يحدث في أزواد اليوم هو مأساة إنسانية تتطلب موقفًا حازمًا من جميع الأطراف الدولية والإقليمية. استمرار صمت المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم يشكل وصمة عار ويشجع مرتكبيها على التمادي. آن الأوان أن تتحرك القوى العالمية لوقف هذه الجرائم وإعادة الأمن والكرامة لشعوب أزواد.