نحو انسحاب فاغنر من أزواد و الساحل: تحولات في الاستراتيجية الروسية ومأزق تحالف دول الساحل
الاثنين 23 سبتمبر 2024 – صوت الحق : في خضم النزاعات العسكرية المستمرة في أوكرانيا، وتعرض القوات شبه العسكرية الروسية التابعة لمجموعة فاغنر لهزائم ثقيلة في منطقة أزواد، وتحديدًا في تينزاواتين، تلوح في الأفق احتمالية انسحاب قوات فاغنر من منطقة الساحل الإفريقي. تأتي هذه الأخبار بعد اعتماد مالي وحلفائها في منطقة الساحل على قوات فاغنر منذ عام 2022 كأداة رئيسية في مكافحة الإرهاب، مما يطرح تساؤلات حول المستقبل الأمني في هذه المنطقة الحيوية.
فاغنر في طريقها للخروج؟
استنادًا إلى مجموعات باحثين مختصين بفاغنر (AlleyZoneWagner)، فإن الانسحاب “في طريقه للتنفيذ” في مالي، لكن لا يزال الأمر غير مؤكد بالكامل. الصحفي الإقليمي سيرج دانيال، الذي يعمل لصالح RFI وFrance 24، أكد عبر تغريدة على تويتر أن مستقبل فاغنر في منطقة الساحل “بات موضع تساؤل، حتى في موسكو”. وأكدت مصادر أمنية لصوت الحق أن الانسحاب أصبح حقيقة وليست مجرد شائعات.
الأثر على تحالف دول الساحل:
انسحاب فاغنر سيمثل نكسة خطيرة لمالي وحلفائها في تحالف دول الساحل. فمنذ وصولهم إلى المنطقة، اعتمدت مالي بشكل كبير على فاغنر في حربها ضد الحركات الأزوادية. وكذلك الجماعات الجهادية هذه الجماعات، وعلى رأسها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، استغلت الضعف الأمني لتحقيق مكاسب على الأرض، وبرزت تحديات جديدة أمام الحكومة المالية.
الفيلق الإفريقي كبديل؟
على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن الفيلق الإفريقي قد يكون البديل، إلا أن هذا الفيلق يعتبر أقل عددًا وأقل فاعلية من فاغنر في المعارك المباشرة. لذلك، يُطرح السؤال الأهم حول ما ستقدمه روسيا لحلفائها في دول الساحل بعد انسحاب فاغنر.
الخلاصة:
إن انسحاب فاغنر من منطقة الساحل يشكل تحديًا كبيرًا لدول المنطقة، حيث سيضعف من قدرتها على مواجهة الجماعات الإرهابية. في ظل غياب بديل واضح بنفس القوة والفاعلية، ستضطر هذه الدول إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية وربما الاعتماد أكثر على التحالفات الإقليمية والدولية لتعويض غياب هذه القوة العسكرية.