أخبار الساحل

تومبكتو: “خسائر فادحة” في صفوف الجيش المالي خلال هجوم للنصرة في تونكا ( بيان )


شهد شمال منطقة تونكا في ولاية تومبكتو تصعيدًا جديدًا في المواجهة المستمرة بين القوات المالية والجماعات المسلحة الإرهابية، إذ نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، هجومًا بعبوة ناسفة موجهة استهدفت آلية عسكرية للجيش المالي. هذا الهجوم أسفر عن خسائر بشرية في صفوف الجيش المالي، حسب بيان الجماعة  دون تقديم أرقام دقيقة حتى الآن عن حجم الخسائر.

تكتيك العبوات الناسفة: سلاح إرهابي فعال
يعد استخدام العبوات الناسفة الموجهة من أبرز التكتيكات التي تلجأ إليها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في حربها ضد القوات الحكومية. لقد أثبت هذا التكتيك فعاليته على مدى السنوات الماضية، حيث تم زرع مئات العبوات في طرق تمر بها القوات الحكومية والبعثات الأممية. نتيجة لذلك، تكبدت القوات المالية والدولية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مما جعل هذه العمليات تهديدًا دائمًا لاستقرار المنطقة.

هذه الجماعة الإرهابية طورت مهاراتها في استخدام العبوات الناسفة بشكل مقلق، حيث أصبح بإمكانها استخدام تقنيات متقدمة مثل التحكم عن بعد والتوجيه الدقيق، ما يزيد من صعوبة تفادي هذه العبوات. في هذه الظروف، يعتمد الجيش المالي بشكل أساسي على الدعم الخارجي، سواء من خلال المساعدات الأمنية أو من خلال وجود القوات الأممية والمرتزقة مثل مجموعة فاغنر الروسية، الذين يواجهون أيضًا خطر هذه الهجمات.

عواقب زرع العبوات الناسفة في منطقة الساحل
لا تقتصر هذه الهجمات على الجيش المالي فقط، بل امتدت لتشمل قوات بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) وقوات مجموعة فاغنر الروسية التي دخلت الصراع بشكل أعمق منذ فترة. في السنوات الأخيرة، أصبحت العبوات الناسفة أداة رئيسية في الحرب غير المتكافئة التي تشنها الجماعات الإرهابية ضد الجيوش النظامية وقوات الأمن، مما أدى إلى وقوع مئات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تدمير المعدات العسكرية.

الآثار السياسية والأمنية للهجمات
تتجاوز تأثيرات هذه الهجمات البعد العسكري لتصل إلى الجانب السياسي، إذ يعاني النظام المالي من ضغوط هائلة نتيجة عدم قدرته على احتواء التهديدات الإرهابية. إن عدم الاستقرار المتواصل في منطقة الساحل يعمق الأزمة السياسية في باماكو، حيث تجد الحكومة نفسها في مواجهة معضلة مستمرة بين تعزيز الأمن في المدن الرئيسية، وبين السيطرة على المناطق النائية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.

كما أن هذه الهجمات تُضعف من موقف الحكومة الماليّة في مفاوضاتها مع الشركاء الدوليين، خاصة في ظل الدعوات المتزايدة لإعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية المعتمدة. إن استمرار التدهور الأمني يُعزز الشكوك حول مدى قدرة القوات الحكومية، المدعومة بقوات أجنبية، على مواجهة الإرهاب في المناطق الريفية والصحراوية الوعرة.

دور مرتزقة فاغنر في المشهد الأمني
دخلت مجموعة فاغنر الروسية المشهد المالي منذ عام 2021، وارتبطت عملياتها في مالي بالعديد من الحوادث المثيرة للجدل، بما في ذلك ارتكاب انتهاكات حقوقية موثقة . لكن، رغم ذلك، لم تنجح في كبح جماح الجماعات المسلحة، بما في ذلك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. على العكس، لا يزال هؤلاء المرتزقة عرضة للهجمات، مما يظهر أن التحدي الإرهابي يتطلب أكثر من القوة العسكرية التقليدية لمعالجته.


إن الهجمات المتكررة باستخدام العبوات الناسفة تعكس الطبيعة المعقدة للصراع في مالي ومنطقة الساحل ككل. في ظل هذه الظروف، لا يبدو أن الحل العسكري وحده كافٍ لإنهاء العنف. لا بد من تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، والتركيز على الجوانب التنموية والسياسية إلى جانب الجانب الأمني، لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!