عدد المشاهدات:
0
مالي : النصرة تسيطر على نقطتين عسكريتين للجيش المالي في مدينة بلا .
تشهد مالي منذ مطلع سبتمبر 2025 تصاعداً غير مسبوق في وتيرة وتنوّع الهجمات التي تنفذها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، في مختلف مناطق البلاد. وقد مثّل الهجوم الأخير الذي استهدف مساء الثلاثاء نقطتين عسكريتين في مدينة بلا بولاية سيغو تحولاً نوعياً في نمط عمليات الجماعة، إذ باتت الأخيرة قادرة على استهداف المدن الكبرى والمراكز الحضرية بعدما كانت هجماتها في السابق تقتصر على القواعد العسكرية المعزولة والمناطق الريفية.
تطور نوعي في عمليات الجماعة
أفادت مصادر محلية من مدينة بلا بسماع اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيف داخل المدينة، قبل أن تسيطر الجماعة على المقرين العسكريين وتستولي على ما فيهما من عتاد ومركبات، ما أدى إلى سقوط عدد من الجنود الماليين بين قتيل وجريح، ولجوء بقية القوات إلى الفرار.
وتؤكد هذه العملية أن الجماعة باتت تمتلك قدرات ميدانية وتنظيمية متقدمة تمكّنها من تنفيذ عمليات منسقة داخل بيئات حضرية، في تحدٍ واضح لسيطرة الجيش المالي.
هجمات متزامنة وأزمة إمدادات وطنية
منذ بداية سبتمبر وحتى منتصف أكتوبر، رُصدت سبع هجمات كبرى استهدفت بشكل خاص القوافل التجارية وصهاريج الوقود على المحاور الرئيسة التي تربط العاصمة باماكو بدول الجوار — ساحل العاج، موريتانيا، غينيا، وبوركينا فاسو.
شملت أبرز الهجمات المحاور التالية:
- طريق كاي – نيورو (3 إلى 8 سبتمبر)
- ما بين كانييرا ولالاماني (14 سبتمبر)
- بوغوني (22 سبتمبر)
- نارينا (27 سبتمبر)
- لولوني (5 أكتوبر)
- كولونديبا (6 أكتوبر)
- كولوكاني (13 أكتوبر)
أدّت هذه العمليات إلى شلّ الحركة التجارية على الطرق الحيوية وتسبّبت في أزمة وطنية حادة في الوقود والمواد الأساسية، انعكست على جميع قطاعات الاقتصاد، وأثّرت بشدة على معيشة المواطنين في المدن والقرى على حد سواء.
جهود حكومية محدودة وسط تصاعد التهديدات
رغم تدهور الوضع الأمني، تمكنت السلطات العسكرية في باماكو من تأمين مرافقة ناجحة لقافلتين استراتيجيتين تجاوز عدد شاحناتهما 200 شاحنة لكل منهما، قادمتين من ساحل العاج (8 أكتوبر) والسنغال (13 أكتوبر).
إلا أن استمرار الهجمات على هذا النطاق يُنذر بتحديات متصاعدة تهدد الاستقرار الوطني والاقتصاد المالي، في وقت تواجه فيه البلاد عزلة إقليمية وتراجعاً في الدعم اللوجستي من الشركاء الأجانب.
مستقبل غامض واستراتيجية مطلوبة
مع تصاعد خطر “نصرة الإسلام والمسلمين” وتمددها جغرافياً من الشمال إلى وسط وغرب البلاد، تبدو مالي مقبلة على مرحلة إعادة تموضع أمني قسري قد تفرض على القيادة العسكرية مراجعة استراتيجيتها، بالتركيز على تكثيف الاستخبارات الميدانية وتعزيز التنسيق بين الوحدات المنتشرة في الولايات المضطربة.
وفي غياب استراتيجية شاملة تشمل البعد الأمني والاقتصادي والإنساني، يظل خطر الانهيار المتدرج في سلطة الدولة قائماً، ما يهدد بإطالة أمد الأزمة في دولة تتوسط غرب إفريقيا وتشكّل عمقاً استراتيجياً حيوياً للمنطقة بأكملها.
هل ترغب أن أجعل المقال في أسلوب تحليلي صحفي أكثر تفصيلاً مع اقتباسات وشواهد، أم في صيغة تقرير إخباري موجز مناسب للنشر السريع؟
Share this content:
اترك رد