عدد المشاهدات:
46
مالي: اعتقال جنرالات وضباط بتهمة محاولة انقلاب… وباماكو تعترف بمحاولة الانقلاب وتتهم فرنسا بالضلوع في المؤامرة
باماكو – 10 أغسطس 2025 – في تصعيد جديد للأزمة السياسية التي تهز مالي، أعلنت السلطات مساء الأحد عبر الإذاعة والتلفزيون الرسميين، على لسان وزير الداخلية والأمن داود علي محمدين، عن إحباط محاولة انقلاب استهدفت الإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم، بمشاركة عشرات الجنود، بينهم شخصيات بارزة في الجيش، إضافة إلى مواطن فرنسي تتهمه باماكو بالعمل لصالح الاستخبارات الخارجية الفرنسية.
وذكر البيان أن قائمة المعتقلين تضم الجنرال عباس دمبلي، الحاكم السابق لمنطقة موبتي وأحد أبرز ضباط الجيش المالي، والجنرال نيما سغارا، إضافة إلى عدد من الضباط الآخرين. واتهمت السلطات المواطن الفرنسي المعتقل بـ”اللعب دور محوري في التخطيط لمحاولة الانقلاب”، مدعية أنه “على صلة مباشرة بأجهزة المخابرات الفرنسية” التي تتهمها باماكو بالسعي لزعزعة استقرار البلاد.
وأكد الوزير أن الأجهزة الأمنية والعسكرية قامت منذ مطلع أغسطس بسلسلة عمليات استباقية في العاصمة باماكو وضواحيها، أسفرت حسب مصادر عسكرية عن اعتقال حوالي 50 عسكريًا، وأشار وزير الأمن إلى أن الهدف من العملية كان “الحفاظ على استقرار المؤسسات ومنع انزلاق البلاد نحو الفوضى”.
سياق أمني وسياسي مضطرب
بعد الانقلابين العسكريين في 2020 و2021، شدّد المجلس العسكري قبضته على الحكم، وقطع العلاقات مع فرنسا، متهمًا إياها بالتدخل في الشؤون الداخلية، واتجه نحو تعزيز التعاون العسكري مع روسيا.
حلف روسي وانتقادات داخلية
بعد القطيعة مع باريس، عززت باماكو علاقاتها مع موسكو، حيث انتشر مقاتلو مجموعة فاغنر ثم فيلق إفريقيا لدعم الجيش في مواجهة الجماعات المسلحة وخصوم داخليين. لكن هذا التعاون أثار تذمرًا في صفوف الجيش المالي، إذ يعتبر بعض الضباط أن الروس يحظون بمعاملة تفضيلية على حساب الجنود المحليين.
تصدع داخل المؤسسة العسكرية
يرى محللون أن محاولة الانقلاب الأخيرة – بصرف النظر عن حجمها الحقيقي – تكشف انقسامات عميقة داخل المؤسسة العسكرية. ويؤكد عالم الاجتماع المالي عمر مايجا أن “القيادة العسكرية تواجه صعوبة في ضبط الوضع الداخلي، وهناك حالة من الغليان في صفوف الجيش”، مضيفًا أن “التوترات لا تقتصر على المعارك ضد الجماعات المسلحة أو الانفصاليين، بل تمتد إلى الصراع على النفوذ داخل الدولة نفسها”.
خاتمة
إعلان باماكو عن ضلوع مواطن فرنسي وأجهزة الاستخبارات الخارجية الفرنسية في محاولة الانقلاب سيزيد بلا شك من توتر العلاقات بين مالي وباريس، وقد يدفع الصراع السياسي الداخلي إلى أبعاد إقليمية ودولية أكثر تعقيدًا، في وقت تعيش فيه البلاد مزيجًا من الأزمات الأمنية والسياسية والانقسامات الداخلية التي تهدد استقرارها ووحدتها الترابية.
Share this content:
اترك رد