عدد المشاهدات:
190
على بعد خطوات من العاصمة… الجيش المالي يُفجَّر والفيلق الأفريقي عاجز!
في ضربة جديدة تؤكد هشاشة المنظومة الأمنية في مالي وفشل التحالف العسكري بين الجيش ومرتزقة فاغنر، تمكّنت جماعات مسلحة من تنفيذ عملية نوعية استهدفت دورية للجيش المالي بين منطقتي زنتقيلا وكاسيلا بولاية كوليكورو، على مقربة من العاصمة باماكو، باستخدام عبوتين موجهتين. وقد أعلنت المصادر الميدانية عن تبنّي العملية، مرددة شعار: “الله أكبر والعزة لله”.
ضربة في قلب المناطق الآمنة
ما يجعل هذه العملية صادمة هو وقوعها في نطاق ولاية كوليكورو، التي تعدّ من المناطق الاستراتيجية القريبة من العاصمة، حيث تتركز القيادات العسكرية والقوات الأجنبية، بما فيها مرتزقة فاغنر الروس. استهداف هذه المنطقة يعكس مدى اختراق الجماعات المسلحة لخطوط الجيش المالية وتجاوزها لأحزمة الأمان المفترضة حول باماكو.
هشاشة الجيش المالي رغم فاغنر
ورغم ما يروّج له المجلس العسكري في مالي من تعزيزات روسية وتعاون مع قوات فاغنر، فإن هذه العملية تكشف زيف تلك الدعاية. فبعد سنوات من الدعم الروسي، لا تزال القوافل العسكرية عرضة لهجمات متكررة، مما يبرهن على فشل الخيار العسكري والاعتماد على المرتزقة في تحقيق الأمن.
مصادر محلية تحدثت عن أن التفجيرين كانا شديدي الدقة، وهو ما يعني امتلاك المنفذين لقدرات تقنية عالية في صناعة العبوات وتفجيرها عن بعد، في مقابل تخبط أمني وعجز استخباراتي من جانب الجيش المالي وشركائه الروس.
رسالة قوية قبل أبواب باماكو
استهداف دورية قرب العاصمة ليس مجرد عمل عسكري، بل رسالة واضحة بأن التهديد يقترب من قلب السلطة العسكرية التي تحكم البلاد منذ الانقلابات الأخيرة. العملية تؤكد أن الحملات التي يشنها الجيش بدعم فاغنر في الشمال والوسط لم تضعف قدرات المجموعات المهاجمة، بل إن الأخيرة باتت تملك زمام المبادرة وتضرب متى وأينما تشاء.
انعكاسات سياسية وعسكرية خطيرة
هذه العملية ستترك آثارًا نفسية وميدانية كبيرة:
- إحراج المجلس العسكري أمام الرأي العام الداخلي الذي وُعِد بالأمن مقابل دعم الانقلاب.
- إضعاف صورة الفيلق الأفريقي التي تدّعي الخبرة في مكافحة التمرد، لكنها فشلت حتى في تأمين العاصمة.
- تعزيز خطاب الجماعات المسلحة التي تثبت مرارًا قدرتها على استهداف مواقع حساسة.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن مالي تدخل مرحلة أكثر هشاشة، حيث لم تعد العاصمة بمنأى عن التهديد، ما يطرح تساؤلات عن جدوى التحالف مع المرتزقة الروس الذي كلّف الدولة أموالًا طائلة مقابل نتائج شبه معدومة.
Share this content:
اترك رد