عدد المشاهدات:
0
معركة أغلهوك: جبهة تحرير أزواد تكتب فصلاً جديدًا من الصمود والانتصار في كيدال
في ليلةٍ حالكةٍ، شاء الله أن تكون فجرًا من فجر الحرية في أزواد، حيث دارت رحى معركة جديدة في منطقة أغلهوك، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا غرب مدينة كيدال، بين أبطال جبهة تحرير أزواد وقوات الاحتلال المالي المدعومة بمرتزقة ما يُعرف بـ”الفيلق الروسي” – عناصر فاغنر – الذين يحاولون عبثًا فرض الهيمنة على أرضٍ أبت يومًا أن تُستعبد.
السياق العسكري: تقدم الغازي وانهياره
منذ العاشر من يوليو 2025، تحركت قافلة عسكرية تابعة للجيش المالي ومرتزقته الروس من مدينة غاو، مرورًا بتينوكر، حيث انفجرت إحدى مدرعاتهم هناك، لتتوقف الحملة في أنفيف أيامًا عدة، قبل أن تظنّ أن بإمكانها استئناف التقدم فجر 14 يوليو نحو كيدال. لكن حسابات الغزاة سقطت سريعًا أمام وعي واستعداد أبطال جيش تحرير أزواد.
ففي الساعات المتأخرة من ليلة الأحد إلى الإثنين، نُصب كمين محكم بين أنفيف وكيدال، فجّرت فيه جبهة أزواد معركة لم تكن متوقعة للغزاة، لتحسم الأمر في غضون ساعة، أجبرت خلالها القوات المالية-الروسية على الفرار الفوضوي، تاركين خلفهم أكثر من 10 مركبات عسكرية بينها مدرعات محترقة، بل وحتى بعض عناصرهم لاذوا بالفرار تاركين ملابسهم وأمتعتهم، في مشهدٍ يُجسد الذلّ الكامل للهزيمة.
رمزية المعركة: سقوط الهيبة المزيفة
في عام 2023، تسلّم وزير الدفاع المالي ساديو كامارا مدرعات جديدة، وأوهم بها الرأي العام أن الجيش المالي بات “قادرًا على الحسم البري”. لكن هذه المعدات لم تُغنِ عنهم شيئًا، كما قلنا مرارًا: المعارك البرية في أرض أزواد محسومةٌ سلفًا. فكل من تطأ قدمه هذه الأرض الطاهرة بغير حق، ستأكله الصحراء، وسيلاحقه المجاهد الأزوادي كظله، حتى لا يبقى له من أثرٍ إلا على حطام مركبة محترقة.
الأبعاد الجيوسياسية: بين احتلال روسي ورفض شعبي
هذه المعركة لا تُقرأ فقط من زاوية عسكرية، بل تُعدّ تأكيدًا جديدًا على رفض شعب أزواد الكامل للاحتلال بأشكاله – سواء بالزي المالي أو الروسي. الفيلق الروسي، الذي يسوّق لنفسه بغطاء “مكافحة الإرهاب”، يمارس في الواقع الهيمنة الاستعمارية الجديدة، مغلّفة بمرتزقة وأطماع في الثروات.
لكن أبطال أزواد اليوم لم يعودوا كما الأمس؛ التجربة، الوعي، والتجذر في الأرض، كلها تؤكد أن لا أحد يفرض الأمر الواقع في أزواد دون مقاومة عنيدة، وأن كل دعم خارجي، سواء من تركيا أو روسيا أو غيرهما، لن يفرض السيطرة على أرضٍ خرجت منها فرنسا مذلولة، وسُحقت فيها فاغنر، وتتوالى فيها هزائم الجيش المالي حتى بات لا يملك غير الانسحاب تحت وابل الرصاص.
توثيق المعركة: نصر بالصوت والصورة
وثقت عدسات المجاهدين الأزواديين لحظة الهجوم على القافلة، تدمير المركبات، وفرار المرتزقة، في مشاهد باتت اليوم تنتشر كالنار في الهشيم، لتُسقط كل روايات السلطة المركزية في باماكو، وتُبطل دعاية “استعادة السيطرة على أزواد”.
الخلاصة: أزواد لا يُغلب
ما حدث قرب أنفيف وكيدال ليس مجرد معركة، بل رسالة متجددة: أزواد لا يُغلب، وأرضه ليست للبيع، وكرامته فوق كل حسابات السياسيين والعملاء.
جبهة تحرير أزواد لا تبحث عن معارك، لكنها لا تتهرب من الدفاع، ولن تُخدع بشعارات الاستقرار الزائف التي تُروَّج عبر فاغنر والفيلق الأفريقي.
فلينسحب من يشاء، وليهرب من يشاء، فمن دخل أزواد غازيًا خرج منها ذليلًا، والتاريخ لا يرحم.
Share this content:
اترك رد