عدد المشاهدات:
49
نتائج مرعبة: تنظيم الدولة الإسلامية يوقع 3193 قتيلاً وجريحاً
تقرير تحليلي – يوليو 2025
في تطور صادم يعكس تصاعد وتيرة العنف الجهادي عالميًا، نشرت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إنفوجرافيكًا مفصلًا عن نتائج عمليات التنظيم خلال النصف الأول من عام 2025، والتي بلغت 620 هجومًا في أكثر من 13 دولة عبر آسيا وإفريقيا، وأسفرت عن 3193 قتيلًا وجريحًا، منهم 49 أسيرًا أُعدموا أو تمّت تصفيتهم.
الدول الأكثر تضررًا: نيجيريا في الصدارة والصومال في الدم
- نيجيريا تصدرت المشهد بعدد 215 هجومًا أوقعت 734 قتيلًا وجريحًا، في مؤشر على تصاعد قوة “ولاية غرب إفريقيا” التابعة للتنظيم هناك، والتي تواصل هجماتها في ولايات مثل بورنو ويوبي.
- بينما الصومال، ورغم أن عدد هجماته بلغ 135 هجومًا فقط، إلا أن عدد القتلى والجـرحى تجاوز 1171 حسب زعم التنظيم، متفوقًا حتى على نيجيريا من حيث الأثر الدموي، ما يدل على كثافة وشدة الهجمات التي تشنها “ولاية الصومال”، خصوصًا ضد القوات الحكومية والميليشيات المحلية.
انحدار في بعض الجبهات: العراق وسوريا خارج الحسابات الثقيلة
- العراق وسوريا، التي كانت مراكز الثقل القديمة للتنظيم، شهدتا تراجعًا ملحوظًا. العراق لم يسجل سوى 4 هجمات فقط أوقعت 19 قتيلًا وجريحًا، بينما سوريا سجلت 44 هجومًا أسفرت عن 192 ضحية.
- هذا التراجع يعكس فقدان التنظيم القدرة على الحركة والتمدد في هذه المناطق التي تشهد رقابة أمنية وتحالفات دولية واسعة.
انتشار واسع في إفريقيا: منطقة الساحل والصحراء تتفجر
- حضور التنظيم كان لافتًا في منطقة الساحل وغرب إفريقيا:
- النيجر: 84 هجومًا / 472 ضحية
- مالي: 59 هجومًا / 205 ضحية
- الكاميرون: 135 هجومًا / 394 ضحية
- الكونغو الديمقراطية: 100 هجوم / 472 ضحية
- موزمبيق: 7 هجمات / 42 ضحية
- أوغندا، بوركينا فاسو: عمليات محدودة.
ويبدو أن فرع “ولاية وسط إفريقيا” الناشط في الكونغو وموزمبيق لا يزال يحتفظ بقدرة قتالية عالية.
طبيعة الهجمات: تنوع في الأساليب وكثافة في النتائج
الهجمات التي نفذها التنظيم توزعت كما يلي:
- 271 عملية صولة واشتباك مباشر
- 167 عملية عبوة ناسفة
- 31 عملية كمين
- 12 عملية اغتيال
- 7 عمليات انغماسية (انتحارية بالسلاح)
- 3 عمليات بسيارات مفخخة
أما في الجانب اللوجستي:
- تم تدمير أو إعطاب 330 آلية عسكرية، و54 آلية أخرى مصادرة
- 883 منزلًا دُمّر أو أُحرق
- 18 كنيسة أُحرقت
- 29 أسيرًا أُعدموا
- 59 موقعًا عسكريًا تم السيطرة المؤقتة عليه
- 5 طائرات أو مروحيات أُعطبت
العدو الأكثر استنزافًا: الحكومة الصومالية
رغم أن نيجيريا شهدت العدد الأكبر من الهجمات، إلا أن الحكومة الصومالية خرجت الأكثر تضررًا من حيث عدد القتلى، بواقع 1171 ضحية، ما يشير إلى فاعلية ودموية هجمات التنظيم في هذا البلد.
ويُعزى ذلك إلى تركيز التنظيم على ضرب معسكرات ونقاط تفتيش أمنية ذات كثافة بشرية، إضافة إلى الضعف اللوجستي والفساد داخل بنية الجيش الصومالي.
خلفية مذهبية؟ نيجيريا ومهاجمة الشيعة
من اللافت أن الهجمات في نيجيريا ليست فقط ضد الجيش، بل تستهدف أحيانًا مراكز شيعية، كما حدث في ولاية يوبي سابقًا حيث هُوجمت مدرسة دينية للشيعة.
يشير ذلك إلى خلفية مذهبية متطرفة ما زالت حاضرة في أيديولوجيا “ولاية غرب إفريقيا”، رغم تميزها في بعض الأحيان عن تنظيم الدولة الأم في العراق وسوريا.
الصومال مقابل نيجيريا: العقل مقابل الاندفاع؟
بعض المراقبين يرون أن الفرق بين ولايتي الصومال ونيجيريا يكمن في:
- نيجيريا: الانسحاب السريع عند الخطر، تقليل الخسائر، وضربات مباغتة.
- الصومال: تقدم جريء ومباشر، لكنه يؤدي إلى خسائر بشرية أكبر في صفوف المهاجمين، إلا أن نتائجه أكثر دموية على خصومهم.
هذا الفارق يُظهر مدى تأثير القيادة المحلية في طبيعة التخطيط العسكري والهجمات، حيث تتميز “ولاية الصومال” بوجود كوادر قتالية مدربة وتملك معلومات استخباراتية عن خصومها.
خلاصة وتحذير
تشير هذه الإحصاءات إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يحتفظ بقدرته على شن عمليات واسعة ومتنوعة في عدة مسارح جغرافية، وأنه لا يزال يشكل تهديدًا أمنيًا حقيقيًا رغم مرور سنوات على إعلان “هزيمته” في العراق وسوريا.
المنطقة الأخطر حاليًا تبقى هي الساحل الإفريقي، حيث تتقاطع أزمات الحكم والفقر والهوية، لتشكل بيئة خصبة لتمدده.
ما لم تُعالج الأسباب الجذرية للفوضى والفقر والتهميش، فإن التنظيم سيواصل استغلال تلك الثغرات لتوسيع رقعة العنف والدمار.
Share this content:
اترك رد