عدد المشاهدات:
0
بعد هجوم نيونو.. جماعة النصرة توثق غنائم ضخمة من نقطة غوغي الحدودية
بينما كانت الحكومة المالية تروج لرواية “الانتصار” عقب الهجمات التي تعرضت لها قواتها في نيونو ومحيطها في فاتح يوليو 2025، جاءت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لتقلب الطاولة دعائيًا وعسكريًا على حد سواء، وذلك من خلال نشر صور مفصلة لغنائم ضخمة حصلت عليها من النقطة العسكرية في غوغي، القريبة من الحدود مع موريتانيا.
الصور التي بثتها مؤسسة الزلاقة الإعلامية – الذراع الإعلامي للجماعة – كشفت عن كمية هائلة من العتاد والأسلحة، توحي بوقوع انهيار كامل لتلك النقطة العسكرية دون مقاومة تُذكر، في مشهد يتكرر في عدة نقاط بالمنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
غنائم تفصيلية تثير الأسئلة
من خلال تحليل الصور والمحتوى المعلن، يتضح أن الجماعة حصلت على ما يلي:
- 14 بندقية كلاشينكوف (AK-47)، وهي السلاح الفردي الأساسي في جيوش دول الساحل.
- سيارتان رباعيتا الدفع، وغالبًا ما تكون إحداهما على الأقل مزودة بمدفع رشاش عيار 12.7 مم، حسب ما اعتاد الجيش المالي نشره في قواعده.
- 14 قاذفًا لقذائف مدفع هاون عيار 82 مم، ما يشير إلى وجود أكثر من طاقم هاون في الموقع، وربما نظام دعم ناري ثابت.
- مدفع هاون 82 مم واحد، ما يرجح أن القاذفات الأخرى كانت احتياطية أو تابعة لقطع مختلفة.
- 64 مخزن ذخيرة لكلاشينكوف، وهو ما يعني قدرة نارية مستمرة لـ14 مقاتلاً على الأقل.
- 15 شريط ذخيرة، منها:
- 10 شرائط ذخيرة لعيار أصغر (غالبًا 7.62×39 مم)، ما يرجح استخدامها في رشاشات خفيفة من نوع RPD أو النسخ الصينية منها.
- 5 شرائط ذخيرة لعيار أكبر (غالبًا 7.62×54R مم)، وهذه تُستخدم عادة في رشاشات PK/PKM وPecheneg، وربما SG-43 أو Maxim – ما يدعم ما تم ذكره في الصور.
- 2 حزام معدني للرشاشات الثقيلة (PK، PKM، وغيرها).
- دراجة نارية واحدة، وهي من وسائل النقل الأساسية للجماعات المسلحة في الساحل.
- 25 صندوق ذخيرة من مختلف العيارات، وغالبًا تشمل صناديق لطلقات 7.62 مم وطلقات مدفع الهاون.
- قاذفة صواريخ – وإن لم تحدد نوعها، إلا أن المرجح أنها قاذفة فردية من طراز SPG-9 أو ربما قاذفة مضادة للدروع كتلك التي تُحمل على العربات (Recoilless rifle).
- 4 قاذفات RPG من طراز 69 بعيار 85 مم – هذا الطراز الصيني مشهور بكفاءته ويُستخدم ضد المركبات والتحصينات.
- 13 قاذفة RPG-69 أخرى، بحجم أصغر، إلا أن أغلب النسخ الصينية من هذا الطراز تأتي بنفس العيار (85 مم)، رغم اختلاف التصميم الخارجي، لذا من المرجح أنها أيضاً بعيار 85 مم.
- 6 أسلحة مجهزة بقاعدة أمامية ثنائية الأرجل، والتي يرجح أنها إما:
- قناصات من طراز دراغونوف (SVD) أو نسخ مماثلة.
- أو رشاشات خفيفة مثل RPK أو النسخة الصينية منها. في ظل غياب عدسات القنص في الصور، تبقى فرضية الرشاشات الخفيفة الأقرب.
- أمتعة عسكرية متنوعة، مثل سترات واقية، خوذ، أجهزة اتصال، ومؤن ميدانية.
قراءة أولية: انهيار كامل في النقطة الحدودية
هذه الغنائم توحي بأن نقطة غوغي لم يتم إخلاؤها بل سقطت بكل تجهيزاتها. فلو أن القوات المالية انسحبت قبل الهجوم، لما تُرك هذا الكم الكبير من الأسلحة والذخائر، خاصة تلك الثقيلة أو المميزة كقذائف الهاون أو قاذفات RPG.
وبما أن الجماعة اختارت نشر هذه الصور بعد الهجوم على نيونو، فهي بذلك تريد أن تربط بين الحدثين: “بينما تتحدث باماكو عن النصر في نيونو، ها نحن نعرض لكم ما اغتنمناه من غوغي” – أي أن رواية الحكومة لا تصمد أمام الوقائع.
شكراً على الدعم… بطريقة ساخرة
العبارة التي تداولها أنصار الجماعة عبر قنواتهم الإعلامية:
“شكراً مالي، شكراً بوركينا فاسو، شكراً النيجر، على تزويدنا بكل ما نحتاجه من السلاح والذخيرة والسيارات.“
هي تعبير ساخر يهدف لتصوير الجيوش الوطنية وكأنها مورد أساسي لعتاد الجماعات المسلحة. وتأتي هذه الرسالة لتغرس مزيدًا من الإحباط في أوساط الجمهور المحلي والجنود، وتُبرز الجماعة كأنها الرابح الأكبر في الصراع.
نقطة غوغي: بوابة مهملة أم ثغرة مقصودة؟
موقع غوغي الحدودي يجعلها حلقة وصل بين مالي وموريتانيا، ويُحتمل أن الجماعة كانت تراقبها منذ مدة، بانتظار لحظة ضعف أو إهمال أمني. سقوطها بهذه السهولة يطرح أسئلة عن الجاهزية، وعن مدى تركيز الجيش المالي على نقاط تماس مهمة كهذه.
ما بعد الصور
لن تكون هذه الصور آخر ما تنشره “نصرة الإسلام والمسلمين” خلال هذه الحملة، بل يُتوقع أن تتبعها مقاطع فيديو من داخل النقطة، وربما مقابلات مع الأسرى أو مشاهد منسقة لعرض الغنائم. وفي الحروب الحديثة، الرسالة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة نفسها.
Share this content:
اترك رد