عدد المشاهدات:
280
حمادي جالو: الجيش المالي نفذ “مسرحية انتصار” بقتل مدنيين بينهم موريتانيون وسنغاليون وقدمهم كجهاديين
إعدامات جماعية للمدنيين بدل “قتلى الجهاديين”
في رده على سؤال بشأن احتمال تدخل تحالف النيجر وبوركينا فاسو إلى جانب مالي في الصراع الحالي خلال مقابلة متلفزة على قناة صحراء 24 ، بدأ حمادي جالو بتسليط الضوء على مجزرة مروعة وقعت بتاريخ 1 يوليو 2025، وتحديدًا في منطقتي خاي ونيورو. كشف أن الجيش المالي أوقف عشرات المدنيين من ذوي الملامح الفاتحة، سواء كانوا من الفلان أو العرب أو السونغاي أو الطوارق، ثم قام بانتقاء نحو 80 شخصًا وأعدمهم بدم بارد.
وبحسب جلو، فإن المسرحية التي أخرجها الجيش لتبرير هذه الإعدامات كانت بائسة وتراجيدية: صور ملتقطة لقتلى مدنيين – غالبًا رعاة ماشية – بجانب دراجات نارية، قُدموا على أنهم “إرهابيون تمت تصفيتهم”. بينما، وكما يقول، فإن الجهاديين عادة لا يتركون ضحاياهم ولا يفقدون أسلحتهم بهذه الطريقة، ما يُفند الرواية الرسمية التي تتحدث عن “عملية نوعية” للجيش.
الضحايا شملوا موريتانيين وسنغاليين، وبعضهم من منطقة تيتشان في جريول، وهم من الرعاة الذين كانوا ببساطة يمارسون نشاطهم التقليدي في المناطق الحدودية.
كتيبة نيونو صمدت فقط بسبب الدعم الروسي.. والبقية انهارت
في تعليق مباشر على الأحداث العسكرية، أكد حمادي جلو أن الجيش المالي لم يصدر أي بيان رسمي يعلن فيه عدد ضحاياه في المعركة الأخيرة، بينما اكتفى بالحديث عن “مقتل 80 جهادياً”، وهو الرقم الذي يشكك فيه جلو، موضحًا أن أغلب القتلى كانوا مدنيين أبرياء، وليسوا مقاتلين.
وعن الصمود المحدود في نيونو، أوضح جلو أن الكتيبة الوحيدة التي صمدت أمام هجوم الجماعة الجهادية كانت كتيبة نيونو، وذلك بفضل الدعم المباشر من الفيلق الروسي (الفيلق الإفريقي)، الذي أرسل إليها قوة صغيرة لا تتجاوز 300 عنصر. بينما انهارت باقي الكتائب في مناطق كاي، قانقوتيري، وساندري و نيورو و غوغي أمام ضربات الجماعة.
لا مشروع سياسي موحد للجماعات.. و”ماسينا” ليست كلها جهادية
في توضيح مهم لطبيعة الحراك المسلح، أكد حمادي جلو أن حركة “ماسينا” لا تضم فقط مقاتلين إسلاميين، بل بعض أفرادها هم ضحايا للحرب، ممن حُرقت قراهم أو قُتل أقاربهم أو نزحوا قسرًا، فوجدوا أنفسهم بلا مأوى أو خيار، فانضموا إلى الكتائب المسلحة.
أما زعيم جماعة وسط مالي، أحمد كوفا، فوصفه حمادي بأنه إسلامي تقليدي، يتحدث فقط عن “تطبيق الشريعة” وليس له أي مشروع سياسي معلن، خلافًا لقيادات الجماعة من الأصول الأزوادية مثل إياد أغ غالي، الذي قد تكون له أجندة مختلفة، رغم أن ملامحها غير واضحة حتى الآن.
تحالف دول الساحل.. ضعف لا يُمكّن من التدخل المتبادل
ردًا على السؤال المتعلق بإمكانية تدخل التحالف الثلاثي (مالي، بوركينا، النيجر) في بعضهم البعض، أبدى جلو تشكيكًا شديدًا في قدرة هذا التحالف على تنفيذ أي دعم عسكري فعلي:
بوركينا فاسو: الجيش البوركنابي يعاني من ضعف هيكلي ولوجستي كبير، لدرجة أن بعض وحداته تضطر إلى الخروج من أراضي بوركينا والدخول إلى توغو ثم العودة مجددًا إلى قواعدهم، بسبب الطرق المقطعة والخطر الواسع داخل البلاد.
النيجر: تواجه خصمًا أعنف وأكثر شراسة هو تنظيم الدولة (داعش)، والذي يضرب بلا تمييز بين المدنيين والعسكريين. كما أشار جلو إلى أن الفلان في النيجر معروفون بالوحشية في القتال، حتى أن جماعة القاعدة نفسها تتحاشى المواجهة المباشرة معهم أحيانًا.
لا ضغط فعلي على الجماعات.. لأنها بلا قواعد ثابتة
اختتم جلو حديثه بنفي وجود أي ضغط عسكري حقيقي من قبل الجيوش النظامية على الجماعات المسلحة، مؤكدًا أن:
الجماعات الجهادية لا تملك قواعد ثابتة حتى تُستهدف كما تزعم بيانات الجيش.
في كل معركة تقريبًا، تكون خسائر الجيش المالي والبركنابي هي الأعلى.
المشهد هو أقرب إلى جماعات تنتقل بخفة عبر مناطق شاسعة، مستفيدة من الطبيعة الجغرافية والديموغرافية، ومن الفوضى العامة.
أخيرا:
ما يجري في مالي ليس فقط معركة بين جيش وجهاديين، بل أزمة هوية، وظلم ممنهج ضد أقليات عرقية، وافتقار لأي مشروع وطني موحد.
الرواية الرسمية تُخفي مجازر مرعبة ضد المدنيين، وتُجمّلها بصور مسرحية مزيّفة.
التحالفات العسكرية الحالية في الساحل تبدو عاجزة ومشلولة أمام الواقع المعقد والمتحرك للجماعات المسلحة.
Share this content:
اترك رد