عدد المشاهدات:
112
بعد بيان نيونو: النصرة تنشر بيانًا جديدًا يكشف غنائم كاي الهائلة
صوت الحق – 3 يوليو 2025
تشهد مالي منذ مطلع يوليو 2025 أحد أعنف الأسابيع العسكرية في تاريخ صراعها مع جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” (JNIM)، التي نفذت سلسلة منسقة من الهجمات شملت سبع مدن في الغرب والوسط، أبرزها كاي، نيورو، سانداري، وجيبولي. لكن ما خلفته هذه الهجمات لا يتوقف عند الخسائر البشرية أو المادية، بل يكشف عن فشل إعلامي وعسكري مدوٍّ للسلطات المالية، خاصة في ما يتعلق بالغنائم التي وقعت بيد الجماعة.
■ غنائم ضخمة تشهد على انهيار ميداني
في بيان مفصل نُشر بتاريخ 3 يوليو 2025، كشفت “نصرة الإسلام والمسلمين” عن حجم غير مسبوق من الغنائم التي استولت عليها في هجمات 1 يوليو، وخاصة في كايس وجيبولي ونيورو. ووفقًا للبيان:
- في كايس وحدها: تم تدمير أكثر من 100 آلية عسكرية و100 دراجة نارية، مع اغتنام:
- 13 آلية رباعية الدفع
- 11 دراجة نارية
- 50 بندقية كلاشينكوف
- 5 قاذفات RPG
- 9 رشاشات PKM
- مدفع هاون 60 ملم
- 93 صندوق ذخيرة متنوعة
- معدات عسكرية فردية
- وفي نيونو: اغتنمت الجماعة:
- آليات عسكرية مجهزة
- 2 دوشكا
- سلاح SPG
- 39 رشاش PKM
- 259 بندقية كلاشينكوف
- 79 مخزن ذخيرة
- عدد من المسدسات
- كميات كبيرة من الذخائر
- 10 آليات محترقة
- 10 دراجات نارية مدمّرة







■ رواية الحكومة: التعتيم والتناقض
رغم ضخامة هذه الخسائر، اكتفت القوات المسلحة المالية (FAMa) بإصدار بيان مقتضب في نفس اليوم، أعلنت فيه عن “تحييد عدد من الإرهابيين” و”استعادة السيطرة”، مع الإشارة إلى “استرجاع المعدات التي حاول الإرهابيون نهبها”. غير أن البيانات المصورة والمرئية التي نشرتها الجماعة تناقض الرواية الرسمية بالكامل.
فيديوهات الغنائم – المنتشرة في شبكات الجماعة – تظهر عشرات المركبات، أسلحة ثقيلة، ومعدات كاملة تم الاستيلاء عليها دون أي مقاومة تُذكر، وبعضها لا يزال يحمل شعارات الجيش المالي. وهذا يضع علامات استفهام حول مدى تماسك وحدات الجيش في تلك الجبهات، خاصة وأن الجماعة لم تكتف بالهجوم، بل احتفظت بالمواقع عدة ساعات، وسيطرت على مقر الحكومة في كايس، الذي قالت الجماعة إنه تم تدميره بالكامل.
■ المدنيون في قلب المعركة: من المقاومة إلى العقاب
الجديد في هذه المعركة أن المدنيين دخلوا بشكل مباشر في الصراع، ليس كضحايا، بل كمشاركين. فقد أظهرت مقاطع من كايس ونيورو مجموعات من الشبان يطاردون أسرى من عناصر النصرة ويضربونهم ويسوقونهم علنًا في الشوارع، وهو ما اعتبرته الجماعة تجاوزًا “يحوّل المدنيين إلى أهداف مشروعة”.
وفي رد صادم، أعلن محمود باري، أحد قيادات الجماعة، في تسجيل صوتي أن كايس ونيورو أصبحتا تحت الحصار التام، بسبب تدخل المدنيين. وتم بالفعل إغلاق الحدود مع السنغال عند جيبولي، وإغلاق معبر غوغي الحدودي مع موريتانيا، وهو ما أدى إلى شلل اقتصادي كامل في غرب مالي، وتهديد مباشر للأمن الغذائي والتجاري للبلاد.
■ أزمة سياسية وأمنية متفاقمة
تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه السلطات المالية من عزلة إقليمية متزايدة، عقب انسحابها من مجموعة دول الساحل، وتدهور علاقتها بالمنظمات الدولية. كما أن انسحاب قوات الأمم المتحدة، وتراجع الدعم الفرنسي، أعاد للجماعات المسلحة حرية الحركة والمبادرة الهجومية، وهو ما يبدو واضحًا في هذه السلسلة من العمليات المنسقة.
■ ماذا بعد؟
ما يحدث الآن ليس مجرد عمليات كرّ وفرّ، بل يشير إلى تحول جذري في طبيعة الصراع:
- الجماعة تسيطر لساعات طويلة على مواقع رئيسية.
- الغنائم لم تعد محدودة، بل شاملة ومخيفة.
- تدخل المدنيين زاد من تعقيد الوضع، وأدى إلى تحولهم من “ضحايا محتملين” إلى “أهداف معلنة” حسب خطاب الجماعة.
- الحدود الاقتصادية التي كانت صمام أمان للحكومة المالية، أصبحت الآن أدوات ضغط بيد النصرة.
■ خلاصة:
منذ الأول من يوليو 2025، لم تعد الحرب في مالي مجرد مواجهة بين جيش تقليدي وجماعة مسلحة، بل تحولت إلى صراع مركّب يشمل السكان، الاقتصاد، والمعابر الإقليمية. وإن لم تتمكن السلطات من استعادة زمام المبادرة سياسيًا وعسكريًا، فقد تجد نفسها قريبا في مواجهة حرب استنزاف مفتوحة، تنزلق فيها البلاد نحو شلل كامل في غربها، وفقدان السيطرة حتى على رموز السيادة مثل الحدود، والمؤسسات الحكومية.
Share this content:
اترك رد