عدد المشاهدات: 166

سقوط متزامن لنقاط عسكرية في ثلاث ولايات ببوركينا فاسو في هجمات خاطفة وموجعة

شهدت بوركينا فاسو، مساء الخميس 3 يوليو 2025، موجة جديدة من الهجمات العنيفة والمنسقة التي استهدفت القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها، وذلك في عدة ولايات شمالية وشرقية من البلاد، في تصعيد ميداني لافت يأتي ضمن سياق التدهور الأمني المتواصل الذي تشهده البلاد منذ أشهر.

ففي ولاية واهيغويا، تمكن مقاتلون يُعتقد بانتمائهم إلى جماعة مرتبطة بالقاعدة من السيطرة الكاملة على نقطة عسكرية تابعة للميليشيات البوركينية في قرية تاغو، وذلك بعد هجوم مباغت وقع مساء اليوم، أسفر – حسب المصادر الأولية – عن فرار عناصر الميليشيا من مواقعهم دون مقاومة تذكر. وتأتي هذه العملية بعد سلسلة هجمات مماثلة شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة، وتُظهر تراجعًا متزايدًا في قدرة القوات الموالية للحكومة على الصمود في القرى النائية.

وفي تطور موازٍ، أعلنت مصادر محلية عن تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش البوركيني كانت تتحرك بين منطقتي جيغوي وهلينتري بولاية غوا، مما أدى إلى تدمير آلية عسكرية وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود. وقد فُرض طوق أمني سريع حول موقع التفجير، في وقت لم تعلن فيه السلطات أي تفاصيل رسمية عن الخسائر، ما يُرجح وجود خسائر بشرية كبيرة تحاول الحكومة التعتيم عليها كما جرت العادة في العمليات السابقة.

وفي ولاية كيا، نفذت الجماعات المسلحة هجومًا خاطفًا أسفر عن السيطرة على نقطة عسكرية أخرى في قرية بسوما، في وقت متزامن تقريبًا مع الهجوم الذي وقع في واهيغويا. وأفادت شهادات ميدانية بأن المهاجمين دخلوا الموقع دون مقاومة تُذكر، ما يشير إلى انهيار سريع في الخطوط الدفاعية الأمامية للميليشيات الحكومية في أكثر من محور.

هذه الهجمات الثلاث، التي جاءت في ظرف ساعات قليلة فقط، تؤكد أن الجماعات المسلحة أصبحت قادرة على تنفيذ عمليات متزامنة في ولايات مختلفة من البلاد، بما يشير إلى وجود غرف قيادة وسيطرة فعالة وتخطيط استخباراتي عالي المستوى. كما تُبرز هشاشة الوضع الأمني في بوركينا فاسو رغم كل الوعود الحكومية والتدخلات الأجنبية التي لم تُفلح في وقف هذا الزحف المسلح.

في ظل هذا التصعيد، تبقى السلطات الرسمية صامتة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، بينما ينتظر الرأي العام البوركيني ردًا رسميًا أو توضيحًا حول هذه الهزائم المتتالية التي يبدو أنها تهدد بتفكك شامل لقدرة الدولة على فرض سيادتها في مناطق بأكملها من شمال البلاد وشرقها.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك

error: Content is protected !!