عدد المشاهدات: 292

النيجر: مقتل 34 جنديًا في هجوم عنيف لداعش في بانيبانغو ( الجيش )

بانيبانغو – تيلابيري | الخميس 19 يونيو 2025

شهدت النيجر، صباح اليوم، واحدة من أعنف الهجمات المسلحة التي تستهدف مناطقها الغربية، حيث سقطت بلدة بانيبانغو الواقعة في إقليم تيلابيري بيد مقاتلي ما يُعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS)، الفرع الإقليمي لـ”ولاية الساحل” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وبحسب مصادر أمنية ومحلية متطابقة، شنّ مئات المسلحين الهجوم فجرًا، مستخدمين نحو 200 دراجة نارية، قادمين من الجانب المالي للحدود، حيث أفادت تقارير استخباراتية بتجمّعهم في المنطقة منذ مساء أمس.

الهجوم استهدف بشكل مباشر مخيمات الجيش الوطني والحرس الوطني في بانيبانغو، وتمكّن المسلحون من السيطرة عليها بعد اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل 34 جنديًا وجرح 16 آخرين من قوات الدفاع والأمن، وفق حصيلة أولية صادرة عن وزارة الدفاع.

نهب، إحراق، وانسحاب دون مقاومة

بعد إسقاط المواقع العسكرية، احتل المسلحون البلدة لساعات، حيث قاموا بنهب المباني الإدارية وإحراق مقر المحافظة (البرفيكتور)، في مشهد تكرر مؤخرًا في هجمات مشابهة شهدتها مناطق أخرى من البلاد، خصوصًا على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو.

وأضافت المصادر أن المهاجمين انسحبوا لاحقًا باتجاه منطقة أندرابوكان المالية، دون أن تتم ملاحقتهم من قبل القوات الحكومية، في وقت تحدثت فيه وزارة الدفاع عن تحرك وحدات دعم من مدينة والام، إلا أن وصولها لا يزال غير مؤكد حتى الآن.

الجيش في موقف حرج وسط تآكل أمني متواصل

تكشف هذه العملية الكبيرة مرة أخرى عن الهشاشة الأمنية المتزايدة في غرب النيجر، خصوصًا في منطقة “الحدود الثلاثة”، حيث تنشط الجماعات المسلحة مستفيدة من غياب الدولة وعمق التضاريس الحدودية.

وتأتي هذه الضربة لتزيد من الضغط على المجلس العسكري الحاكم في نيامي، الذي يواجه اتهامات بالتقصير في حماية المناطق الريفية، وسط تراجع قدرات الجيش، وانعدام التنسيق بين الوحدات، وتكرار الفشل في صد الهجمات أو حتى التنبّه بها رغم التحذيرات.

ويثير استمرار مثل هذه الهجمات تساؤلات حول قدرة السلطة الحالية على احتواء التدهور الأمني، خاصة مع تكرار سقوط مدن وقرى استراتيجية دون مقاومة تُذكر، في ظل ما وصفه مراقبون بـ”عجز الدولة عن تأمين الحد الأدنى من السيادة الوطنية”.

بانيبانغو.. عقدة استراتيجية تنهار

تقع بانيبانغو في نقطة حساسة جغرافيًا، تربط مناطق والام وتيلابيري بالعاصمة نيامي، ما يجعل سقوطها تهديدًا مباشرًا للممرات الحيوية نحو العاصمة. وتخشى الجهات الأمنية من أن تكون هذه العملية تمهيدًا لهجمات أوسع نطاقًا تستهدف المزيد من المدن المحاذية، مما يفتح الباب أمام انهيار متسلسل للمواقع الأمامية.

خلاصة

هجوم بانيبانغو يعكس تصعيدًا نوعيًا في نشاط الجماعات الجهادية في الساحل، ويُعد ضربة قوية للجيش النيجري ومصدر إحراج بالغ للمجلس العسكري الحاكم. وبينما تستمر المعارك على الأرض، تتعالى أصوات السكان المحليين مطالبة بالحماية، في حين يزداد الشعور بأن الدولة تغيب حيث يحتاجها الناس أكثر.


هل ترغب أيضًا في إصدار بيان موجز للمنظمات الحقوقية أو الإعلام الدولي؟

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

قد يعجبك

error: Content is protected !!