عدد المشاهدات: 97

تفجير سيارة عسكرية على أبواب كيدال: تصاعد العمليات العسكرية ضد الجيش المالي والفيلق الإفريقي

في تطور جديد يعكس هشاشة المشهد الأمني في شمال مالي، أعلنت مصادر محلية عن تفجير سيارة عسكرية تابعة للجيش المالي والفيلق الإفريقي في منطقة “أكلاهن” جنوب مدينة كيدال ظهر اليوم الإثنين، 16 يونيو 2025. العملية التي نُفذت بعبوة ناسفة، تأتي في سياق سلسلة من الضربات المنسقة التي تتعرض لها القوات المالية ومليشياتها الروسية في إقليم أزواد.

تبنٍ رسمي من “الزلاقة” وغياب التفاصيل

تبنّت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الهجوم في بيان مقتضب نشرته مؤسسة الزلاقة، ذراعها الإعلامي، وجاء فيه:

“تم استهداف آلية عسكرية تابعة للجيش المالي بلغم أرضي في المدخل الجنوبي لمدينة كيدال ظهيرة اليوم”.
ورغم أن البيان لم يذكر تفاصيل دقيقة عن حجم الخسائر، إلا أن مصادر محلية تحدثت عن أضرار كبيرة في الأرواح والمعدات، لا سيما في صفوف الجنود الماليين والمقاتلين المرتبطين بمرتزقة الفيلق الإفريقي.

الجيش الأزوادي في الميدان.. من اجلهوك إلى كيدال

يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من عمليات عسكرية واسعة نفذتها قوات جبهة تحرير أزواد في منطقة اجلهوك، حيث كبدت الجيش المالي والفيلق الإفريقي خسائر بشرية ومادية فادحة. وبذلك، تتأكد المعطيات الميدانية التي تشير إلى فتح جبهتين متوازيتين: الأولى تقودها الجبهة الأزوادية عبر مواجهات منظمة، والثانية تقودها الجماعات الجهادية من خلال عمليات نوعية واستنزافية.

الفيلق الإفريقي.. حضور باهت وهدف متكرر

الوجود المتنامي لـ”الفيلق الإفريقي” – القوة البديلة بعد انسحاب مرتزقة فاغنر من مالي – لم يحقق حتى الآن استقرارًا أمنيًا في الإقليم. بل باتت عرباته وقواعده أهدافًا مفضلة للهجمات المسلحة، سواء من قبل الجماعات الجهادية أو جبهة تحرير أزواد. ويطرح هذا تساؤلات حول جاهزية الفيلق وإستراتيجيته، بل وحتى مشروعية وجوده في نظر سكان الإقليم الذين يرونه امتدادًا للقمع المالي.

مستقبل كيدال.. نذر معركة أم صراع استنزاف؟

تقع مدينة كيدال على مفترق طرق عسكري وسياسي حاسم في أزواد، وهي المركز الرمزي والسياسي للحركات الأزوادية. ومع تصاعد الهجمات على مداخل المدينة، خاصة المدخل الجنوبي حيث جرت العملية الأخيرة، يبدو أن المنطقة تقترب من مرحلة مواجهة مفتوحة. وقد تكون كيدال خلال الأسابيع القادمة ساحة لمعارك كبرى، في ظل تمسك الحركات الأزوادية باستقلالية الإقليم ورفضها لعودة الجيش المالي بقوة السلاح.

خاتمة: أزواد على فوهة بركان

تتوالى المؤشرات على أن الحرب في أزواد دخلت مرحلة جديدة من التصعيد والتشابك، حيث تواجه القوات المالية والفيلق الإفريقي ضغطًا مزدوجًا من قبل الحركات المسلحة ذات الطابع التحرري من جهة، والتنظيمات الجهادية التي تتحرك في محاور موازية من جهة أخرى. وفي كل الأحوال، يبقى المدنيون هم الضحية الأولى في حرب تتجاهلها وسائل الإعلام الدولية والمنظمات الحقوقية.

الهجوم الذي وقع اليوم في كيدال ليس حدثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة طويلة من التوترات والدماء، التي لا يمكن أن تنتهي دون حل سياسي شامل يعيد للأزواد كرامتهم وحقوقهم التاريخية.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

قد يعجبك