عدد المشاهدات: 367

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنشر فيديوهات تكشف أسر 22 جنديًا ماليًا في معركة بولكسي .

في تصعيد لافت وخطير في وتيرة العمليات المسلحة في منطقة الساحل، نشرت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مساء الثلاثاء 10 يونيو 2025 مقاطع فيديو عبر قنواتها الدعائية، تُظهر 22 جنديًا ماليًا أسرى، وهم يعلنون عن هوياتهم بالكامل (الاسم، اللقب، الرقم العسكري) .
هذا التطور الإعلامي يُعد ضربة معنوية قوية للقوات المسلحة المالية، التي كانت قد حاولت التقليل من حجم الهجوم، ويؤكد ما سبق أن أعلنته الجماعة في بياناتها بشأن نتائج عملية بوليكسي.

الهجوم على موقع بوليكسي: بداية التصعيد

بدأت سلسلة الأحداث في ليلة 1 يونيو 2025، عندما تعرّض موقع بوليكسي العسكري في ولاية دوانزا لهجوم كبير شنّته عناصر من جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقد أعقب الهجوم اشتباكات عنيفة، تسببت في خسائر بشرية واختفاء عناصر من قوات الجيش المالي.

بيان الجماعة وتفاصيل “العملية الدامية”

في اليوم التالي، نشرت الجماعة بيانًا رسميًا عبر قنواتها الإعلامية، أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية، ووصفتها بأنها واحدة من أضخم الهجمات من حيث الخسائر.
وأفادت الجماعة بأنها قتلت أكثر من 100 جندي ومرتزق روسي (فاغنر)، وأسرَت 22 عنصرًا حيًا، بالإضافة إلى تدمير 33 آلية عسكرية (بينها 11 مدرعة) واغتنام كميات ضخمة من الأسلحة، بينها:

  • 3 آليات عسكرية
  • 2 قاذفات هاون
  • 2 قاذفات RPG
  • 5 رشاشات من نوع دوشكا
  • 174 بندقية كلاشينكوف
  • 274 مخزن ذخيرة
  • 4 مسدسات حربية
  • معدات عسكرية متنوعة

رواية الجيش المالي: إنكار جزئي وتمجيد “الصمود”

في المقابل، أصدرت هيئة أركان الجيوش المالية بيانًا صباح 2 يونيو، أكدت فيه وقوع الهجوم، لكنها شددت على أن القوات “قاومت بشجاعة” قبل تنفيذ “انسحاب تكتيكي”. وأشادت بـ”بسالة الجنود”، مشيرة إلى أن الردّ العسكري دمّر عددًا من المهاجمين، وأن عمليات التمشيط لا تزال جارية.

الهجوم الثاني بطائرات مسيّرة وانهيار المعسكر

لم تكتف الجماعة بالهجوم الأول، ففي 2 يونيو، شنّت هجومًا جديدًا باستخدام الطائرات المسيّرة، استهدف المعسكر ذاته، مما دفع القوات المالية المتبقية إلى الفرار الكامل من الموقع تحت ضغط ناري وجوي متصاعد. وقد وثقت الجماعة مشاهد انسحاب الجيش في مقاطع فيديو صورتها المسيّرات، مما زاد من حدة الإحراج الرسمي.

الحرب الإعلامية وتكذيب الروايات الرسمية

ما زاد الوضع تعقيدًا هو نفي بعض النشطاء الموالين للسلطات صحة مقاطع الفيديو الأولى، معتبرين أنها قديمة أو “مركبة”. غير أن نشر الجماعة لفيديوهات حديثة تظهر الأسرى الـ22 وهم يدلون بمعلوماتهم العسكرية، قطع الشك باليقين، وأكد أن الهجوم كان أكثر فتكًا مما أُعلن رسميًا.

خاتمة: بين الميدان والإعلام… معركة النفوذ والمعنويات

الهجوم على بوليكسي، وما تلاه من بثٍّ منهجي ومدروس لمقاطع مصورة، يعكس استراتيجية إعلامية فعالة تتبعها الجماعة الجهادية لتقويض روايات الحكومة وكسب معركة الرأي العام.
وبينما تحاول السلطات الحفاظ على صورة الصمود العسكري، تكشف الوقائع الميدانية والمقاطع المصورة حجم الأزمة والتحديات الأمنية التي تواجهها مالي في حربها ضد الجماعات المتشددة.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك

error: Content is protected !!