عدد المشاهدات:
134
أزواد: هجمات مزدوجة لجماعة “النصرة” تدفع الجيش المالي إلى الانسحاب من معسكر بولكسي
في صباح الأحد، الأول من يونيو 2025، استيقظت منطقة بولكسي الواقعة في ولاية دوانزا بإقليم أزواد، على واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها البلاد هذا العام. فقد شنّت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، المرتبطة بتنظيم القاعدة، هجومًا واسعًا على ثكنة عسكرية تابعة للجيش المالي ومقاتلي “فاغنر” الروس، في عملية وُصفت بـ”الكاسحة” نظرًا لحجم الخسائر التي خلفتها.
الجماعة نشرت بيانًا عبر قنواتها الإعلامية، أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم مؤكدة أنها تمكنت من قتل أكثر من 100 جندي ومرتزق روسي، وأسر 22 عنصرًا آخرين أحياء. كما أعلنت عن استيلائها على كميات كبيرة من العتاد والأسلحة، من بينها:
- 3 آليات عسكرية
- 2 هاون
- 2 قاذف آر بي جي
- 5 رشاشات ثقيلة من نوع دوشكا
- 174 بندقية كلاشينكوف
- 274 مخزن ذخيرة
- 4 مسدسات حربية
- بالإضافة إلى أمتعة عسكرية متنوعة
وتحدث البيان أيضًا عن تدمير 33 مركبة عسكرية، منها 11 مدرعة وشاحنة كبيرة، ما يجعل العملية من أكثر الهجمات دموية وخسارة من حيث العتاد منذ أشهر.
ووثقت الجماعة الهجوم من خلال لقطات مصورة لطائرات مسيّرة تُظهر جنودًا ماليين يفرّون تحت وقع القصف الجوي داخل المعسكر.

انسحاب استراتيجي أم انهيار دفاعي؟
وفي سياق متصل، أكملت القوات المسلحة المالية عن انسحابها الكامل من معسكر بولكسي يوم السبت 7 يونيو ، أحد أهم المواقع العسكرية في وسط البلاد، بعد تعرضه لهجومين متتاليين خلال يومين فقط، كان أحدهما باستخدام طائرات بدون طيار.
ورغم وصف بعض المصادر العسكرية المحلية هذا الانسحاب بأنه “تكتيكي” و”استراتيجي”، إلا أن مراقبين يرون فيه مؤشرًا واضحًا على تزايد الضغط الميداني الذي تمارسه جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” على القوات المالية والروسية في المنطقة.
تزامن لافت مع انسحاب فاغنر
اللافت أن هذا الانسحاب من بولكسي في إقليم أزواد تزامن مع إعلان مجموعة “فاغنر” الروسية عن انسحابها من معسكر آخر في منطقة مابي. هذا التزامن يعكس، بحسب متابعين، تصدعًا متزايدًا في الانتشار العسكري للجيش المالي وشركائه في مناطق النزاع الساخنة، ما يعزز فرضية إعادة التمركز أو حتى التراجع أمام الضغط العسكري المتنامي للجماعات المسلحة.
تصاعد في العمليات الجهادية
تشهد مالي في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات المسلحة، حيث وسّعت الجماعات الجهادية نشاطها في أزواد والوسط والجنوب. وقد أدى هذا التصعيد إلى إعادة النظر في الاستراتيجيات العسكرية المتبعة، خصوصًا بعد انسحاب مجموعة “فاغنر” واستبدالها بما يسمى “فيلق إفريقيا”.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع الأمني في مالي هشًا ومعرّضًا لمزيد من التدهور ما لم يتم اتخاذ خطوات جدية لتعزيز القدرات الدفاعية والاستباقية للجيش المالي.
Share this content:
اترك رد