عدد المشاهدات: 31

عاجل | النصرة تسيطر على ثكنة “ماو” في سيكاسو: ضربة موجعة جديدة للجيش المالي في عمق الجنوب

5 يونيو 2025 | 9 ذو الحجة 1446 هـ

في تصعيد غير مسبوق من نوعه جنوب مالي، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” صباح اليوم الخميس عن سيطرتها الكاملة على ثكنة الجيش المالي في بلدة “ماو” الواقعة بولاية سيكاسو قرب الحدود مع بوركينا فاسو، بعد هجوم خاطف وعنيف نفذته وحداتها القتالية.

بيان رسمي من الجيش المالي يؤكد الهجوم

الجيش المالي بدوره أصدر بيانًا عاجلًا أكد فيه وقوع الهجوم، موضحًا أن “الاشتباكات لا تزال جارية في منطقة ماو”، مع الإشارة إلى أن “تعزيزات برية وجوية تم إرسالها فورًا إلى الموقع”. إلا أن مصادر محلية وشهادات من أرض المعركة تؤكد انهيار الحامية بالكامل وفرار عدد من الجنود نحو المناطق الحدودية.

غنائم ضخمة في بولكيسي… وصدمة للقيادة العسكرية

ولم تكد تتعافى مالي من صدمة “غزوة بولكيسي” الدموية حتى جاء هجوم سيكاسو ليؤكد الانهيار المتواصل. ففي بولكيسي، التي تقع في ولاية دونزا، تمكن مقاتلو الجماعة من قتل أكثر من 100 عنصر من الجيش المالي وأسر 22 آخرين، في هجوم واسع استهدف الثكنة فجر الأحد الماضي.

وقد استولى المجاهدون على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، شملت:

  • 174 بندقية كلاشينكوف
  • 274 مخزن ذخيرة
  • 3 آليات عسكرية
  • 5 رشاشات ثقيلة (دوشكا)
  • 2 قاذفات RPG
  • 2 هاون
  • 4 مسدسات
  • 33 مركبة عسكرية تم تدميرها، من بينها 11 مدرعة

الصورة المرفقة التي نشرتها مؤسسة الزلاقة الإعلامية توثق جزءًا من هذه الغنائم، وهي تمثل صدمة عسكرية وأمنية للسلطات المالية التي تتكتم على حجم الخسائر الحقيقي.

من أزواد إلى قلب العاصمة: زحف لا يوقف

خلال الأسابيع الماضية، وسّعت الجماعة من نطاق عملياتها. ففي مدينة “جورا” تم قتل نحو 40 جنديًا ماليًا في كمين، تلاه هجوم نوعي على مدينة “تومبكتو” التاريخية، حيث سيطر المقاتلون على نقاط عسكرية حساسة، وأجهزوا على أكثر من 30 جنديًا.

عمليات نوعية قرب باماكو: انهيار الطوق الأمني

لم تتوقف الهجمات عند الشمال والوسط، بل وصلت إلى تخوم العاصمة باماكو. فقد شُنت هجمات مدروسة على بلدات مثل:

  • سيراكرولا
  • كوليكولو
  • زنيجلا (إحدى بوابات العاصمة)

كما نفذت الجماعة هجومًا بالعبوات الناسفة داخل ساحة تدريب مشتركة للجيش المالي وقوات فاغنر الروسية في منطقة “ماماري بوقو”، في قلب باماكو، ما شكل سابقة خطيرة وأرسل رسائل واضحة بأن العاصمة لم تعد بمنأى عن التهديد.

خسائر فادحة: أكثر من 800 قتيل خلال شهر واحد

بحسب بيانات صادرة عن الجماعة وتقارير أمنية متقاطعة، فقد تكبد الجيش المالي قرابة 400 قتيل خلال شهر مايو وحده، فيما أعلنت الجماعة عن تنفيذ عمليات قتالية في الساحل أوقعت أكثر من 800 قتيل من قوات الأمن والمرتزقة خلال الشهر ذاته.

المأزق العسكري في ظل قيادة أسيمي غويتا

هذه التطورات تسلط الضوء على فشل المقاربة الأمنية التي انتهجها المجلس العسكري بقيادة أسيمي غويتا، والتي قامت على طرد القوات الفرنسية واستقدام مقاتلي مجموعة فاغنر الروسية. إلا أن الجماعات المسلحة أثبتت قدرتها على التكيف والمناورة، بل والتنقل بسهولة إلى عمق المناطق المحمية نظريًا.

نحو انهيار الدولة؟

مع دخول الجماعة إلى عمق العاصمة وتفكك الحواجز الأمنية في الولايات الجنوبية، تطرح هذه المعطيات تساؤلات جوهرية حول قدرة الدولة على الاستمرار. فغياب الاستراتيجية الواضحة، واعتماد سياسة المكابرة الإعلامية، قد يدفع بالبلاد إلى فوضى شاملة تهدد كيان الدولة ذاته.


في الختام:

“إذا كانت العاصمة لم تعد آمنة، فأين الملاذ؟”
هكذا يُعلق أحد المراقبين على الوضع في مالي. ومع تعاظم ضربات “نصرة الإسلام والمسلمين” في الشمال والجنوب، ومع تنامي الزخم العسكري والدعائي، يبدو أن الجماعة باتت تطرق أبواب باماكو، لا رمزًا فقط، بل هدفًا ميدانيًا محتملاً في الأيام القادمة.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك