عدد المشاهدات:
448
النصرة تنفذ هجوم في قلب العاصمة باماكو: خسائر فادحة في صفوف الجيش المالي و الفيلق الأفريقي.
في تطور خطير ، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” عن تنفيذ هجوم بالعبوات الناسفة استهدف تجمعًا للجيش المالي وعناصر من القوات الروسية (فاغنر) داخل ساحة تدريب في منطقة “ماماري بوقو”، الواقعة في قلب العاصمة باماكو. وبينما كانت العاصمة تُعتبر حتى وقت قريب نسبيًا بمنأى عن العمليات المسلحة التي تهز شمال البلاد ووسطها، فإن نقل الجماعة لعملياتها إلى قلب العاصمة يبعث برسائل أمنية وسياسية صادمة، مفادها أن مالي، تحت حكم المجلس العسكري، تفقد السيطرة على عمقها الاستراتيجي يوما بعد يوم.
سلسلة من الهجمات الدموية:
من أزواد إلى العاصمة
يأتي هذا الهجوم في إطار موجة غير مسبوقة من العمليات المسلحة التي شنتها الجماعة خلال شهر مايو، شملت عدة ولايات مالية، وأسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. ففي منطقة جورا، قُتل نحو 40 جنديًا ماليًا وتم الاستيلاء على عتاد عسكري كامل، فيما كانت ضربة بولكسي من الأعنف، حيث تم قتل 100 جندي مالي وأسر 22 آخرين، إضافة إلى إحراق آليات ومركبات عسكرية.
أما في تومبكتو، المدينة التاريخية الواقعة في أزواد، فقد سيطرت الجماعة على عدة نقاط عسكرية ونفذت هجومًا داخل المدينة نفسها، مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 جنديًا، إضافة إلى الاستيلاء على أسلحة ومعدات.
الاقتراب من العاصمة:
سيراكرولا، كوليكولو، وزنيجلا
وفي خطوة تشير إلى استراتيجية جديدة للجماعة، شنت وحداتها هجمات خاطفة ومدروسة قرب العاصمة باماكو، مستهدفة مناطق مثل سيراكرولا وكوليكولو الواقعتين على بعد نحو 50 كيلومترًا من المدينة. كما نُفذت هجمات في زنيجلا، إحدى بوابات العاصمة، مما يشير إلى سعي الجماعة لمحاصرة باماكو نفسيًا وعسكريًا، وإثبات قدرتها على تجاوز الطوق الأمني.
حصيلة ثقيلة وخسائر مرعبة
تفيد تقديرات أمنية بأن هذه العمليات، التي تنوعت بين هجمات انغماسية، عبوات ناسفة، وكمائن محكمة، أدت إلى خسائر بشرية ومادية تقارب 400 جندي مالي خلال شهر واحد فقط. كما أعلنت الجماعة نفسها عن حصيلة شاملة بلغت 800 قتيل في عملياتها بمنطقة الساحل خلال شهر مايو وحده، في ما يمثل أكبر تصعيد منذ سنوات.
السلطة العسكرية في مأزق والمعركة تقترب من باماكو
تكشف هذه الهجمات عن فشل ذريع في المقاربة الأمنية التي تتبعها السلطة العسكرية بقيادة الإرهابي أسيمي غويتا، والتي راهنت على طرد القوات الفرنسية والاستعانة بعناصر فاغنر. إلا أن الواقع الميداني اليوم يظهر أن الجماعات المسلحة باتت أكثر مرونة، أكثر تسليحًا، وأقدر على المناورة والاختراق، حتى في العاصمة.
وتثير هذه التطورات تساؤلات كبرى حول مدى قدرة الجيش المالي وحلفائه الروس على حماية الدولة من الانهيار الأمني، فضلًا عن مستقبل العملية السياسية التي تعطلت منذ انقلاب 2021.
خاتمة
مع دخول الجماعة إلى قلب باماكو، لا يبدو أن هناك “منطقة آمنة” في مالي بعد الآن. ومع هذا التصعيد، تبدو البلاد على شفا انهيار شامل ما لم يحدث تحوّل جذري في المقاربة السياسية والأمنية، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل استمرار سياسة الإنكار والمكابرة من جانب المجلس العسكري.
Share this content:
اترك رد