عدد المشاهدات: 227

النصرة تعلن عن مقتل عشرات الجنود الماليين خلال عملياتها الخمسة في تومبكتو و الجيش المالي يزعم صد الهجوم .

شهدت مدينة تمبكتو صباح الأحد، 1 يونيو 2025، سلسلة من الهجمات العنيفة والمنسقة نفذتها جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، استهدفت مواقع عسكرية حساسة تابعة للجيش المالي والقوات الروسية (الفيلق الافريقي و فاغنر) المنتشرة في المدينة. وأعلنت الجماعة، في بيان صادر عن مؤسسة الزلاقة الإعلامية، عن تنفيذ خمس عمليات متزامنة وصفتها بـ”الهجوم النوعي المركب”، أوقعت حسب زعمها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش المالي، إلى جانب خسائر مادية واغتنام أسلحة وذخائر.

تفاصيل الهجوم حسب بيان الجماعة:

الهجوم، الذي بدأ مع ساعات الفجر الأولى، شمل استهداف الثكنة المركزية وسط المدينة، إضافة إلى ثلاث بوابات عسكرية رئيسية وهي: بوابة “بير” شرقي المدينة، بوابة “أسدي” شرقًا، وبوابة “أروان” شمالًا. كما تم تنفيذ قصف مدفعي على مطار تمبكتو العسكري حيث تنتشر وحدات من الجيش المالي والفيلق الروسي.

وقد أكدت الجماعة تنفيذ “عملية إنغماسية” داخل الثكنة المركزية، وهو أسلوب يتضمن هجومًا مباشرًا من عناصر مدربة غالبًا ما ينتهي بمقتل المهاجمين. وأسفر الهجوم، حسب البيان، عن اغتنام 12 بندقية كلاشينكوف، و2 رشاش من نوع “بيكا”، و12 مخزن ذخيرة، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة وأمتعة متنوعة.

الرواية المالية: إفشال الهجوم ومقتل 14 “إرهابيًا”

في المقابل، أصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية بيانًا  مساء اليوم، الإثنين 2 يونيو 2025، زعمت فيه أن القوات المسلحة المالية (FAMa) تمكنت من “إفشال محاولة تسلل إرهابي” استهدف معسكر فورت الشيخ سيدي البكاي ومطار تمبكتو العسكري، وذلك حوالي الساعة العاشرة صباحًا.

وبحسب البيان الرسمي، فإن “الرد السريع والحاسم” من قبل القوات المنتشرة في المواقع المستهدفة أدى إلى “تحييد” 14 عنصرًا من المهاجمين، واعتقال 31 مشتبهًا به، بالإضافة إلى مصادرة أسلحة ومركبات ومعدات.

تصعيد جديد في تمبكتو

الهجوم الأخير يأتي في سياق تصاعد التوترات في مناطق أزواد، خصوصًا بعد الانسحاب الفرنسي، وتصاعد وتيرة العمليات المسلحة التي تنفذها الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، وسط اتهامات للجيش المالي وفاغنر بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين. ويطرح هذا الهجوم النوعي أسئلة جديدة حول قدرة السلطات الانتقالية في مالي على ضبط الأمن في الشمال، ومدى جاهزية القوات المالية لمواجهة هذا النوع من الهجمات المركبة والمنسقة.

كما أن استهداف مواقع تجمع بين الجيش المالي والفيلق الروسي في تمبكتو يسلط الضوء على دور روسيا المتزايد في معادلة الحرب في مالي، وسط تضارب في الروايات بين البيانات الرسمية والمعلومات التي تنشرها الجماعات المسلحة.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك