عدد المشاهدات: 529

أكثر من 100 قتيل في مالي خلال ساعات.. تمبكتو تشتعل وبولاكيسي تتحول إلى مقبرة جماعية للجنود


🔴 تصعيد دموي جديد في مالي وبوركينا فاسو.. اغتيالات، تفجيرات، وسيطرة على قواعد عسكرية

تشهد منطقة الساحل، وتحديدًا مالي وبوركينا فاسو، موجة تصعيد خطيرة في وتيرة العمليات المسلحة، حيث ضربت سلسلة من الهجمات المميتة مواقع عسكرية، وأسفرت عن خسائر بشرية وميدانية فادحة، في ظل ضعف السيطرة الأمنية وتراجع التنسيق بين القوات الحكومية والحلفاء الدوليين.

▪️اغتيالات واستهداف مباشر للجيش المالي في موبتي وسيكاسو

في ولاية موبتي، وتحديدًا في مدينة كونا، تم تنفيذ عملية اغتيال مزدوجة استهدفت عنصرين من الجيش المالي، في هجوم مباغت نفذه مسلحون مجهولون يُعتقد بانتمائهم لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، وذلك في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ضمن سياق استهداف الأفراد المتنقلين دون حماية.

وفي تطور متزامن، وقع تفجير عبوة موجهة استهدفت آلية تابعة للجيش المالي على الطريق الرابط بين سان وبيلا، في ولاية سيكاسو، عند الساعة الثانية عشر ظهرًا. وتسبب الانفجار في تدمير الآلية وسقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح، وسط تأخر في وصول الإمدادات بسبب سوء البنية التحتية والطبيعة الوعرة للمكان.

▪️مجزرة بولاكيسي.. أكثر من 100 جندي قتيل وقائد القاعدة في قبضة الجماعة

في واحدة من أخطر الهجمات التي عرفتها مالي مؤخرًا، شنّت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) هجومًا واسعًا على قاعدة للجيش المالي في مدينة بولاكيسي، الواقعة على الحدود مع بوركينا فاسو في إقليم دونزا.

وبحسب مصادر ميدانية مطلعة، فقد أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 100 جندي مالي، وتمكنت الجماعة من أسر قائد القاعدة العسكرية، إلى جانب السيطرة المؤقتة على الموقع قبل انسحاب تكتيكي لاحق. وتُعد هذه العملية الأكبر من نوعها من حيث الخسائر البشرية في صفوف الجيش المالي منذ بداية العام الجاري.

▪️بوركينا فاسو.. هجمات متفرقة تضرب عمق الجيش البوركيني

في الوقت نفسه، لم تكن بوركينا فاسو بمنأى عن التصعيد، حيث تم تنفيذ عدة عمليات متزامنة على مواقع ونقاط عسكرية تابعة للجيش والميليشيات المحلية، في ولايات متعددة، أبرزها:

  • ولاية فادانغورما: هجوم على نقطة عسكرية في قرية حمسورلا يوم الخميس الماضي، أدى إلى اغتنام 3 بنادق كلاشنيكوف، 4 دراجات نارية، وأمتعة عسكرية متنوعة.
  • ولاية ديدوغو: مقتل عنصرين من الجيش البوركيني إثر كمين محكم نُصب لدورية عسكرية في قرية باتومبوا يوم السبت الماضي، مع اغتنام كلاشنيكوف ودراجات نارية، وإحراق عدد كبير من الدراجات التي كانت تستخدمها القوات كوسيلة للتنقل السريع في الغابات.
  • ولاية كيا: هجوم يوم أمس الأحد استهدف نقطة تابعة للميليشيات البوركينية في قرية أماهلوا، تم خلاله اغتنام سلاح ثقيل من نوع بيكا، وقاذف آر بي جي، وكلاشينكوف، إضافة إلى أمتعة عسكرية متنوعة.

▪️قراءة أولية: تحوّل تكتيكي واسع في جغرافيا المواجهات

الملاحظ في الهجمات الأخيرة هو الامتداد الجغرافي المتسارع للعمليات، من تمبكتو في الشمال، مرورًا بموبتي وكونا في الوسط، وصولًا إلى سيكاسو جنوب البلاد، ما يشير إلى تخطيط عملياتي متكامل يهدف إلى إنهاك الجيش المالي عبر تشتيت جهوده في مناطق متباعدة.

وفي بوركينا فاسو، يبدو أن الجماعات المسلحة أصبحت قادرة على تنفيذ عمليات نوعية متزامنة في ولايات مختلفة، وهو ما يعكس قدرة استخباراتية وتحرك ميداني مرن يعتمد على الضرب والانسحاب.


▪️خاتمة:

تتسارع وتيرة العنف في مالي وبوركينا فاسو بشكل غير مسبوق، في وقت تتحدث فيه الحكومات عن “خطط أمنية شاملة” لا يبدو أنها تُترجم إلى نتائج ميدانية. وبينما تسقط الثكنات والقواعد الواحدة تلو الأخرى، يجد الجنود والمواطنون أنفسهم بين فكي كماشة، في انتظار مَن يُعيد السيطرة إلى الدولة ويوقف هذا النزيف المستمر.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك