JNIM

عدد المشاهدات: 302

تصعيد غير مسبوق: يوم دموي في مالي وبوركينا فاسو بسلسلة هجمات منسّقة على مواقع عسكرية

1 يونيو 2025 – الساحل الإفريقي

شهدت منطقتا وسط مالي وشمال بوركينا فاسو صباح اليوم تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، مع تنفيذ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين سلسلة هجمات منسقة استهدفت ثكنات ونقاطًا عسكرية في مواقع استراتيجية، أسفرت عن سقوط قتلى وخسائر كبيرة في صفوف الجيشين المالي والبوركيني، بالإضافة إلى اغتنام معدات عسكرية متقدمة.

السيطرة على ثكنات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو

في مالي، تمكنت الجماعة من السيطرة الكاملة على ثكنة بولاكيسي الواقعة في ولاية موبتي صباح اليوم، وهو موقع عسكري هام سبق أن شهد هجمات مشابهة في السنوات الماضية. وتعد هذه العملية استمرارًا لمسلسل الضربات التي تستهدف قلب الدفاع العسكري في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد.

أما في بوركينا فاسو، فقد تم الإعلان عن السيطرة على ثكنة كوبوري في ولاية واهيغويا شمالي البلاد، وهي منطقة حساسة تشهد توترًا أمنيًا مستمرًا، إضافة إلى اجتياح نقطتين عسكريتين في كل من أربيندا وأكيلبو بمحافظة أسوم، ما يشير إلى مدى التنسيق والتخطيط العاليين للهجمات.

سلسلة انفجارات بالأمس تمهد للهجوم الكبير

وتأتي هذه العمليات بعد أقل من 24 ساعة من هجمات نوعية بعبوات ناسفة استهدفت آليات للجيش المالي، الأولى بين مدينتي بلا وسيغو في ولاية سيغو، والثانية بين دانتشيلا وسيكاسو في ولاية سيكاسو. وتُشير هذه الهجمات إلى سياسة استنزاف واضحة تتبعها الجماعة، تبدأ بالتشويش وضرب خطوط الإمداد ثم التقدم نحو المواقع الكبرى.

دلالات العمليات: التفوق العملياتي وتراجع الجيوش المحلية

تعكس هذه العمليات تحولًا نوعيًا في أسلوب الجماعة المسلحة، من مجرد نصب الكمائن إلى شنّ هجمات مباشرة على الثكنات والنقاط المحصنة. كما أن تزامن الهجمات في أكثر من ولاية ودولة يشير إلى تنسيق عملياتي على مستوى الإقليم، وليس فقط المحلي.

وما يزيد من خطورة هذه التطورات هو عدم صدور أي ردود فعل رسمية حتى الآن من قبل الحكومتين في باماكو وواغادوغو، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الجيوش المحلية على صدّ هذه الهجمات أو استعادة المواقع التي سقطت.

سياق ميداني معقد ومؤشرات تصعيد أوسع

تأتي هذه العمليات ضمن موجة هجمات متواصلة منذ عدة أسابيع، أبرزها الهجوم الذي استهدف ثكنة الجيش المالي في جورا يوم 23 مايو، والذي خلّف 40 قتيلاً واغتنام ترسانة ضخمة من الأسلحة، وهو ما يُشير إلى أن الجماعة تُخطط لهجمات أوسع وأعمق في المدى القريب.

ويتفق المراقبون أن منطقة الساحل الإفريقي تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، قد تنعكس بشكل سلبي على الاستقرار السياسي والاقتصادي، خاصة مع تنامي الغضب الشعبي من تكرار الفشل الأمني، في ظل تراجع الدعم الدولي والانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية.


خاتمة: هل تفقد الجيوش سيطرتها على الأرض؟

الهجمات التي وقعت في يوم 1 يونيو 2025 تمثل نقطة تحول خطيرة في مسار الصراع الدائر في مالي وبوركينا فاسو. ومع تكرار هذه الضربات ونجاح الجماعات المسلحة في السيطرة على مواقع عسكرية حساسة، يبدو أن الساحة باتت مهيّأة لمزيد من التصعيد، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة وجادة على المستويين العسكري والسياسي.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك