عدد المشاهدات: 170

فادانغورما: هجوم عنيف على نقطة عسكرية في سود كواري ببوركينا فاسو يوقع عشرات القتلى

فادانغورما – بوركينا فاسو | الخميس

قُتل عشرات العناصر من الجيش البوركيني والميليشيات المتحالفة معه، في هجوم مسلح استهدف نقطة عسكرية في قرية سود كواري، بولاية فادانغورما شرقي البلاد، يوم الخميس الماضي. وأعلنت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عن العملية، في بيان نُشر عبر منصاتها الإعلامية.

وأكدت الجماعة أن مقاتليها تمكنوا من اقتحام الموقع العسكري، موقعين خسائر بشرية كبيرة، كما استحوذوا على سلاح رشاش من نوع بيكا، وقاذف آر بي جي، و16 بندقية كلاشينكوف، و70 مخزن ذخيرة، و7 دراجات نارية، وطائرة مسيّرة، إلى جانب أمتعة عسكرية متفرقة.

تصعيد نوعي في فادانغورما

هذا الهجوم يأتي في سياق تصاعد ملحوظ للهجمات المسلحة التي تستهدف القوات الحكومية في بوركينا فاسو، خاصة في ولايات الشرق والشمال الشرقي. ويُعد إقليم فادانغورما من أكثر المناطق تعرضًا لهذه العمليات، نظرًا لموقعه الحدودي وقربه من مسارات عبور الجماعات المسلحة من وإلى دول الجوار، خاصة النيجر ومالي.

ورغم جهود الانتشار العسكري الكثيف في هذه المناطق، إلا أن الاختراقات المتكررة تكشف عن هشاشة في بنية السيطرة الميدانية، وضعف في منظومة الإنذار المبكر والاستخبارات المحلية، وهو ما أتاح للمهاجمين تنفيذ عملية واسعة النطاق دون اعتراض يُذكر.

الرمزية والدلالة

اغتنام الجماعة لطائرة مسيّرة خلال الهجوم يشير إلى تطور مهم في طبيعة الأهداف، فقد بات واضحًا أن الجماعات المسلحة لم تعد تركز فقط على قتل الجنود أو نهب الأسلحة الخفيفة، بل تسعى للحصول على معدات متطورة يمكنها تعزيز قدراتها في الرصد والمراقبة والتخطيط لعمليات لاحقة.

كما يُظهر استحواذهم على هذا الكم من العتاد أن الهجوم لم يكن مجرد كمين، بل عملية هجومية موسعة تحمل دلالات على قدرة التنظيم على تجميع، تنظيم، وإرسال مجموعات قتالية متمرسة إلى عمق الأراضي البوركينية.

صمت رسمي ومخاوف شعبية

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُصدر الحكومة البوركينية بيانًا رسميًا بشأن الحصيلة أو مجريات الهجوم، وهو أمر تكرر في عدة حوادث سابقة، ما يعمّق شعور المواطنين بعدم الثقة في قدرة السلطات على التعامل مع هذا النوع من التهديدات.

ويتخوف مراقبون من أن تكرار هذه الهجمات سيؤدي إلى انهيار المعنويات داخل وحدات الجيش المحلي، ويدفع مزيدًا من القرى إلى النزوح أو التحالف مع الفصائل المسلحة حفاظًا على أمنها الذاتي.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك