عدد المشاهدات: 67

مالي: تصاعد الهجمات في دوينتزا يكشف هشاشة الحكومة وتنامي نفوذ جماعة النصرة


في تطور جديد يُضاف إلى سلسلة الضربات الأمنية المتكررة التي تهز منطقة وسط مالي، قُتل عدد من عناصر الجيش المالي ومقاتلي “الفيلق الروسي” المساند له، في كمين محكم نفذته جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” يوم الإثنين 19 مايو الجاري، بين منطقتي دبيري ودوينتزا، مما يكشف عن تصاعد نفوذ الجماعة المسلحة وعجز السلطة المركزية عن تأمين طرقها الحيوية.

ووفق مصادر ميدانية، فقد استهدفت الجماعة دورية عسكرية مشتركة بكمين مباغت أسفر عن مقتل عدد من الجنود الماليين والروس، واغتنام أسلحة وعتاد متنوع، شمل بندقية كلاشنيكوف، و8 دراجات نارية، و11 مخزن ذخيرة، وأمتعة عسكرية متنوعة، في مؤشر على مدى قدرة الجماعة على تنفيذ عمليات نوعية ضد خصومها رغم التعزيزات الروسية.

هذا الهجوم ليس الأول من نوعه خلال هذا الشهر، إذ شهدت مدينة دوينتزا نفسها ليلة 8 مايو الجاري، هجوماً آخر شنته الجماعة على بوابة عسكرية تابعة للجيش المالي داخل المدينة، وأسفر عن مقتل خمسة جنود، واغتنام سلاح “بيكا”، وسبع بنادق كلاشنيكوف، وأربعة صناديق ذخيرة، و11 مخزناً، إلى جانب تجهيزات وأمتعة عسكرية أخرى.

انهيار أمني متسارع

وتعكس هذه الهجمات المتكررة مدى التراجع الأمني في المنطقة، بالرغم من الحملات العسكرية المكثفة التي يشنها الجيش المالي بمساعدة قوات الفيلق الروسي (المرتزقة التابعين لشركة “فاغنر” سابقاً). كما تبرز قدرة الجماعة المسلحة على تنفيذ عمليات مزدوجة داخل المدن وخارجها، ما يشير إلى وجود اختراقات أمنية واضحة وضعف في التنسيق الاستخباراتي واللوجستي.

في ظل هذه التطورات، تتزايد الشكوك في الأوساط الشعبية حول جدوى التحالف العسكري بين باماكو وموسكو، حيث لم تؤدِ الشراكة مع الفيلق الروسي إلا إلى مزيد من التصعيد الميداني دون نتائج ملموسة على الأرض. بل يرى مراقبون أن استهداف القوات الروسية بات هدفاً رئيسياً للجماعات المسلحة، مما يُنذر بمزيد من الخسائر خلال الأشهر المقبلة.

منطقة خارجة عن السيطرة

تعد منطقة دوينتزا من أكثر المناطق هشاشة في وسط مالي، وتشهد منذ سنوات صراعاً مفتوحاً بين الجماعات المسلحة والقوات النظامية، دون أن تستطيع الحكومة فرض سيطرتها عليها. وقد تحولت الطرق والمواقع العسكرية فيها إلى أهداف سهلة المنال، مما يُظهر مدى تغلغل الجماعة في المنطقة وقدرتها على التنقل والضرب في عمق مواقع الجيش.

ويخشى مراقبون أن تُشكل هذه الهجمات المتلاحقة مقدمة لتوسّع نفوذ الجماعة أكثر نحو مدن أخرى، في ظل ما يصفه بعض المحللين بـ”الانهيار البطيء” للمؤسسات العسكرية في وسط البلاد.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك