عدد المشاهدات: 264

غوسي: خسائر مادية وبشرية في صفوف الجيش المالي بعد سيطرة النصرة على غوسي

غوسي، الواقعة في ولاية تمبكتو على بُعد 170 كلم جنوب غرب غاو، تعيش اليوم واحدة من أحلك لحظاتها، بعدما أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مساء الجمعة 16 مايو 2025 سيطرتها على نقطة عسكرية للجيش المالي في المدينة، واستيلائها على عتاد ومعدات عسكرية قبل انسحابها السريع تجنبًا لتعزيزات محتملة.

العملية تمثل ذروة سلسلة من الأحداث المأساوية التي بدأت بتفجير برج اتصالات شركة أورانج في 1 مايو، ما عزل المدينة عن العالم الخارجي تمامًا. ورغم قرب موقع الهجوم من مواقع فاغنر والجيش المالي، لم تتحرك أي قوة لردع الهجوم أو حتى التحقق من الأضرار.

في 3 مايو، دخلت عناصر مسلحة إلى قرية كايغورو، صادرت أجهزة الاتصال، وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم، ما مثّل تصعيدًا خطيرًا في التهديد المباشر للمدنيين. وفي 4 مايو، فُرض حصار كامل على غوسي، تم فيه منع دخول الغذاء والمزارعين، وارتفعت حالة الهلع بين السكان وسط غياب تام لأي دعم حكومي أو إنساني.

في 7 مايو، ناشد ممثلو سكان غوسي جماعة النصرة نفسها لرفع الحصار، في اعتراف مؤلم بانعدام الثقة بالحكومة، الجيش المالي أو المرتزقة الروس. هذه الخطوة عكست حالة اليأس التي يعيشها الأهالي في ظل غياب أي حماية رسمية.

سيطرة النصرة على النقطة العسكرية في 16 مايو تؤكد هشاشة الوضع الأمني وعجز الدولة عن فرض نفوذها، بينما تستمر السلطة الانتقالية في باماكو بالترويج لأوهام “السيادة” و”النهوض العسكري”، فيما الواقع يكشف انهيارًا متسارعًا للدولة وتفككًا لمؤسساتها.

وبحسب شهود عيان، فقد استمر إطلاق النار في غوسي حوالي 10 دقائق في الهواء وعلى جميع الجهات، في محاولة لإرباك القوات المالية قبل الاقتحام.

غوسي لم تعد مجرد مدينة تحت الحصار، بل رمز لسقوط الدولة أمام أعين مواطنيها، وساحة مفتوحة لتبادل الرسائل بالنار، حيث يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف في معادلة الصراع.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

قد يعجبك

error: Content is protected !!