عدد المشاهدات: 0

هجوم دموي يستهدف الجيش المالي في دوانزا.. مقتل 5 جنود واغتنام أسلحة

شهدت مدينة دوانزا الواقعة في وسط مالي ليلة دامية إثر هجوم مسلح عنيف نفذته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في الساحل، على بوابة عسكرية تابعة للجيش المالي. وقع الهجوم في تمام الساعة 00:51 بعد منتصف الليل واستمر قرابة 15 دقيقة، وأسفر عن مقتل خمسة عناصر من الجيش المالي، إضافة إلى اغتنام كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.

تفاصيل الهجوم

بحسب مصادر محلية، فإن المهاجمين باغتوا البوابة العسكرية الواقعة في محيط مدينة دوانزا أثناء نوم الجنود أو غفلتهم، حيث لم تُسجل أية مقاومة تُذكر. اقتحم المسلحون الموقع بسرعة، مما أدى إلى مقتل خمسة جنود على الفور، بينما فرّ من تبقى من الجنود دون أي اشتباك جدي، حيث طاردهم المسلحون حتى اقتربوا من وسط المدينة.

خلال الهجوم، استولى المسلحون على رشاش بيكا، وسبع بنادق كلاشنيكوف، بالإضافة إلى أربع صناديق ذخيرة، و11 مخزن ذخيرة، فضلًا عن أمتعة وتجهيزات عسكرية أخرى تركها الجنود خلفهم أثناء فرارهم.

غياب الاستجابة الفورية

المثير للقلق في هذا الهجوم هو تأخر وصول الدعم العسكري. فقد مرت نحو 30 دقيقة بعد انسحاب المهاجمين من الموقع حتى وصلت تعزيزات الجيش المالي، ليجدوا الموقع خاليًا وقد نُهب بالكامل. عندها بدأ الجنود عملية تمشيط للمناطق المحيطة بالبوابة، لكن دون جدوى، إذ كان المهاجمون قد انسحبوا بسلام.

هلع وتوتر مفرط بعد الهجوم

المشهد لم ينتهِ عند هذا الحد، إذ تحولت حالة الاستنفار الأمني إلى حالة من الفوضى والذعر. فعند الساعة الواحدة والنصف تقريبًا، بدأ الجنود بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه أي حركة، حتى أن النايلون المتطاير بفعل الرياح كان يُعتقد أنه خطر محتمل. استمرت هذه الفوضى حتى حوالي الساعة الثانية والنصف فجرًا، ما يعكس توترًا شديدًا وانعدامًا للثقة والخوف من عودة المهاجمين.

دلالات خطيرة

يشير هذا الهجوم إلى عدة مؤشرات مقلقة، أبرزها:

  • هشاشة المواقع العسكرية في مناطق النزاع، وسهولة اختراقها دون مقاومة.
  • تأخر الدعم العسكري رغم الطبيعة الأمنية الحساسة للمنطقة.
  • القدرة الاستخباراتية والتكتيكية العالية للجماعات المسلحة، التي تنفذ هجماتها بسرعة وتنسحب دون خسائر.
  • تدهور المعنويات والانضباط في صفوف القوات المسلحة، وهو ما يُعد تهديدًا خطيرًا على قدرة الدولة في مواجهة التحديات.

خاتمة

تؤكد هذه الحادثة أن الوضع الأمني في وسط مالي ما زال هشًا وخطيرًا، مع تصاعد نشاط الجماعات الجهادية المسلحة، وتراجع قدرة القوات النظامية على الردع والحماية. وإذا استمر هذا النمط من الهجمات دون رد حاسم، فقد يؤدي إلى مزيد من التدهور الأمني في المنطقة ويعزز نفوذ الجماعات المتطرفة، ما يضع مستقبل الاستقرار في البلاد على المحك.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك