تصاعد الغضب السياسي في مالي وسط أزمة داخل السلطة العسكرية

باماكو – 26 أبريل 2025 – شهدت مالي هذا السبت حدثاً سياسياً بارزاً مع عقد الأحزاب السياسية الرئيسية مؤتمراً صحفياً في العاصمة باماكو، أعربت فيه عن رفضها للإدارة الحالية لشؤون البلاد، ونددت بما وصفته بالإدارة “الكارثية” للمرحلة الانتقالية. وقد دعا القادة السياسيون الماليون أنصارهم إلى التعبئة السلمية، في تحرك يُعد بمثابة استعراض ديمقراطي للقوة ورسالة واضحة للسلطات الحاكمة.

وطالبت الأحزاب، بصوت موحد، المجلس العسكري بقيادة العقيد أسيمي غويتا، بالعودة العاجلة إلى النظام الدستوري واحترام مبادئ التعددية السياسية، والإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين الذين اعتُقلوا بسبب آرائهم ومواقفهم. كما نددوا بتزايد مناخ الترهيب والعداء الذي يستهدفهم في الفترة الأخيرة.

وفي خلفية هذا الحراك الشعبي، تتعمق الأزمة السياسية في قمة السلطة. إذ أصبحت الحرب الخفية بين جناحي السلطة  أسيمي غويتا وساديو كامارا  أكثر علانية، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين. يتهم أنصار كامارا مجموعة غويتا بالضلوع في العديد من الانحرافات السياسية والفساد في أجهزة الحكم، في حين يلقي فريق غويتا اللوم على كامارا ويحمله مسؤولية الفشل العسكري الذي يشهده الميدان.

هذه الصراعات الداخلية لا تزيد إلا من هشاشة المجلس العسكري، الذي يواجه ضغوطاً متصاعدة من الداخل والخارج للوفاء بوعوده بتنظيم انتخابات شفافة والعودة إلى الحكم المدني. وبينما تتسارع وتيرة الانقسامات داخل السلطة، يبدو أن المشهد السياسي في مالي مقبل على منعطف حاسم قد يعيد تشكيل مستقبل البلاد بأكمله.

في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، تبقى أعين الماليين معلقة على مآل هذه المواجهة بين المعارضة المدنية والنظام العسكري المنقسم على ذاته.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك