خمسة هجمات في يوم واحد: جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تصعّد عملياتها في بوركينا فاسو

في يوم واحد دامٍ، شهدت بوركينا فاسو تصعيدًا خطيرًا في الهجمات التي نفذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمصنفة كمنظمة إرهابية من قبل عدد من الدول والهيئات الدولية. فقد استهدفت الجماعة في يوم الاثنين 21 أبريل 2025، خمس نقاط عسكرية في ثلاث مناطق مختلفة من البلاد، ما يعكس مستوىً غير مسبوق من التنسيق والقدرة العملياتية.

الهجوم الأول وقع في مقاطعة “سورو” بمنطقة “بوكل دو موهون”، حيث هاجم مسلحو الجماعة نقطة عسكرية في “لانفييرا”، وتمكنوا من السيطرة عليها بعد اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وخسائر مادية جسيمة، بالإضافة إلى استيلائهم على كمية من الأسلحة والذخائر.

الهجوم الثاني والثالث وقعا في بلدة “رامبو” التابعة لمقاطعة “ياتينغا” في شمال البلاد. حيث هاجمت الجماعة موقعين لقوات “المتطوعين من أجل الدفاع عن الوطن” (VDP)، وهي ميليشيات مدنية مسلحة تدعم الجيش البوركيني. وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من أفراد الميليشيات، وتدمير المنشآت بالكامل، مع نهب الأسلحة الموجودة.

الهجوم الرابع والخامس تم تنفيذهما في منطقتي “بيلانغا” و”كوارِه” في إقليم “غورما” شرق بوركينا فاسو، حيث تمكنت الجماعة من السيطرة على مواقع عسكرية هناك أيضًا، موقعين المزيد من القتلى والجرحى، واستولت كميات جديدة من العتاد العسكري.

تعكس هذه الهجمات المتزامنة تحولًا نوعيًا في استراتيجية الجماعة، وتُبرز هشاشة الوضع الأمني في بوركينا فاسو رغم الجهود الحكومية والدولية لمكافحة الإرهاب. كما تطرح تساؤلات خطيرة حول جاهزية الجيش وقوات الدعم المدني في مواجهة هذا التهديد المتصاعد.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد