صوت الحق
أخبار أزواد

تصاعد العنف في بوركينا فاسو: هجمات جهادية و أمريكا تدعوا مواطنيها بعدم السفر إلى بوركينا فاسو

تشهد بوركينا فاسو تصاعداً غير مسبوق في وتيرة الهجمات المسلحة خلال العام 2025، حيث أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عن هجوم جديد استهدف نقطة عسكرية في منطقة نغاري بولاية فادانغورما، أسفر عن مقتل 20 جندياً بوركينياً وأسر عنصر واحد، بالإضافة إلى اغتنام أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة، بما في ذلك آلية عسكرية وذخائر. كما أحرق المهاجمون آلية أخرى، في إشارة إلى تفاقم القدرات الهجومية للجماعات المسلحة.

تصاعد الهجمات وأزمة الأمن

لا يكاد يمر يوم دون تسجيل هجوم أو سيطرة على معسكرات الجيش البوركيني، حيث تتبع الجماعات المسلحة استراتيجية هجومية متعددة المحاور، تستهدف نقاطاً عسكرية متفرقة في وقت واحد. وأصبح المدنيون ضحايا مباشرين لهذا الصراع، حيث تتهم الجماعة القوات الحكومية باستهداف الأطفال والنساء وكبار السن تحت ذريعة التواطؤ مع “الإرهابيين”، بدلاً من مواجهة المسلحين أنفسهم.

تحذيرات أمريكية: “لا تسافروا إلى بوركينا فاسو”

في سياق متصل، أصدرت السفارة الأمريكية في واغادوغو تحذيراً أمنياً من الدرجة الرابعة، حثت فيه مواطنيها على عدم السفر إلى بوركينا فاسو لأي سبب كان، مشيرة إلى مخاطر “الإرهاب والجريمة والاختطاف” التي تجتاح البلاد. وجاء في البيان أن التنظيمات الإرهابية تواصل تنفيذ عملياتها في مختلف المناطق، دون سابق إنذار، مستهدفة أماكن مثل:

  • الفنادق والمطاعم.
  • المراكز الأمنية والعسكرية.
  • المواقع الدينية والمدارس.
  • المناطق القريبة من مواقع التعدين.

كما حذرت السفارة من تفشي عمليات الاختطاف، خاصة في منطقتي الساحل والشرق، حتى داخل العاصمة واغادوغو. وأكدت أن الحكومة الأمريكية لن تكون قادرة على تقديم مساعدات طارئة لمواطنيها في معظم أنحاء البلاد، بسبب انعدام الأمن.

تعقيدات الأزمة وتداعياتها

تعيش بوركينا فاسو تحت حالة الطوارئ في عدة مناطق، بما فيها الساحل والشرق والشمال، لكن الإجراءات الحكومية لم تنجح في كبح جماح العنف. وفي ظل غياب حلول سياسية أو عسكرية ناجعة، يزداد الوضع تعقيداً، مع تدهور الخدمات الأساسية وتهجير آلاف المدنيين.

التصعيد الحالي يطرح تساؤلات حول قدرة الدولة على استعادة السيطرة، خاصة مع تمدد نفوذ الجماعات المسلحة نحو الجنوب، واتهامات متبادلة بين الحكومة والميليشيات بانتهاكات حقوق الإنسان. كما أن التحذيرات الدولية، مثل التحذير الأمريكي، تعكس تدهوراً خطيراً في الأمن قد يُبعد الاستثمارات ويعمق الأزمة الإنسانية.

خاتمة: دوامة عنف بلا نهاية؟

بوركينا فاسو تواجه أحد أخطر التحديات في تاريخها الحديث، حيث باتت الهجمات جزءاً من الحياة اليومية. في غياب حلول جذرية، يبدو المشهد مرشحاً لمزيد من التدهور، ما لم تتدخل الجهات الإقليمية والدولية لدعم حلول سياسية أو تعزيز القدرات الأمنية بشكل فعّال. وفي كل الأحوال، يدفع المدنيون الثمن الأكبر في هذه الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة.

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

Slide Up
x