أزواد : خطاب إبراهيم أغ موسى في تنزواتن وإعلان التحدي وفرض الوجود
تنزواتن – 15 أبريل 2025
في لحظة فارقة من التاريخ النضالي الأزوادي، ألقى إبراهيم أغ موسى، المسؤول عن شؤون الشباب في المكتب التنفيذي لجبهة تحرير أزواد، خطابًا ناريًا في بلدة تنزواتن، الواقعة على تخوم الصحراء، والتي أصبحت اليوم رمزًا للكرامة والتحدي.

أزواد أرض الألم والمجد: تنزواتن في قلب المعركة
افتتح أغ موسى خطابه بتوجيه التحية للشعب الحر في أزواد، وللشباب الصامد والنساء المكافحات، مستحضرًا رمزية تينزاواتين كمكان شهد من قبل الآلام والمجد معًا. هذه البلدة النائية التي هزّت صداها العالم بعد أن دُحرت فيها “قوة فاغنر” على أيدي مقاومين لا يملكون سوى إيمانهم بحقهم في الحرية.
“كفى”: صرخة شعب أرهقته الخيانة والدماء
صرخ أغ موسى قائلاً: “كفى احتقارًا، كفى دمًا، كفى صمتًا”، مستعرضًا تاريخ المقاومة الأزوادية الممتد منذ 1893، والذي تخللته انتفاضات دامية في 1963، و1990، و2006، و2012، وآخرها في 2023. كانت الرسالة واضحة: “دفنّا شهداءنا، لكننا لم ندفن آمالنا”.
موقف صارم من مالي: احتلال أزواد بلا شرعية
أكد أغ موسى أن مالي لا تمتلك أي شرعية في أراضي أزواد، واصفًا الدولة المالية بأنها مجرد كيان احتلال وُلد بخريطة استعمارية، لا بإرادة الشعوب. كما شدد على أن وجود مالي في أزواد لا يقوم إلا على دعم المرتزقة الأجانب والطائرات المسيرة التركية، وبدونهم “لن تصمد شهرًا واحدًا”.
الطائرات التركية والمرتزقة: جراح جديدة في الجسد الأزوادي
أشاد أغ موسى بتضحيات الأزواديين الذين سقطوا ضحايا للطائرات التركية المسيّرة، والمرتزقة عديمي الشرف، والجيوش الانقلابية في دول الساحل، التي قال إنها “تقتل أبناءنا لتؤسس سلطانها على الخوف”. لكنه شدد أيضًا أن “الدماء لن تذهب سدى، بل هي بذور مستقبلنا”.
الجزائر: من الامتنان إلى المطالبة بالموقف التاريخي
أغ موسى عبّر عن شكر عميق للجزائر شعبًا ودولة، على احتضانها للاجئين، ومواقفها الأخوية والإنسانية. لكنه وجّه نداءً واضحًا وصريحًا: الاعتراف الرسمي من الجزائر بقضية أزواد كقضية وطنية مشروعة، تمامًا كما تدعم الجزائر قضية الصحراء الغربية. اعتبر ذلك “خطوة شجاعة” و”تجسيدًا للتضامن الإفريقي الحقيقي”.
فشل باماكو المستمر: اتفاقات خانتها السلطة
أوضح أغ موسى أن الجزائر حاولت منذ 1960 مساعدة مالي على الاستقرار، لكن الحكومات المالية المتعاقبة “خانت الاتفاقات وخانت السلام وخانت كلمتها“. ودعا من يبررون جرائم الطغمة العسكرية إلى “العودة إلى شعبهم، واختيار الشرف، والانضمام إلى الحرية”.
جبهة تحرير أزواد: وحدة سياسية وميدانية
أكد أن تأسيس جبهة تحرير أزواد ليس مجرد قرار سياسي، بل هو رمز للوحدة الأمازيغية والعربية والعشائرية، وهو “الراية التي تجمع كل القبائل، وكل المناطق، وكل الأجيال”. وعدوهم الوحيد هو “الظلم”.
الانفصال شرط للسلام
لم يترك أغ موسى مجالًا للغموض: “لا سلام إلا بانفصال أزواد عن مالي. شعبان، مساران، مستقبلان مختلفان”. ودعا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وكل الأحرار إلى إعادة النظر في الحدود الاستعمارية التي “لا تلد إلا النزاعات والمآسي”.
“نحن لا نطلب الاعتراف… نحن نفرض وجودنا”
في ختام الخطاب، قال إبراهيم أغ موسى كلمات خلدها الحاضرون ووسائل الإعلام:
“اليوم، هنا في تينزاواتين، تحمل شبيبة أزواد الشعلة. لم نعد نطلب الاعتراف بوجودنا. بل نفرض وجودنا. أزواد ستبقى. أزواد ستنتصر. بالذاكرة، والعدالة، والحرية.”
يوم 15 أبريل 2025… لحظة لا تُنسى
خطاب إبراهيم أغ موسى في تنزواتن لن يُنسى. كان خطابًا صريحًا، مليئًا بالتاريخ والدموع والكرامة. في زمن يتزايد فيه التواطؤ الإقليمي والدولي، جاء صوت أزواد من عمق الصحراء ليقول: “نحن هنا، وسنظل هنا”.